على إيقاع أوتار شجية تهادى صوت هذه القصيدة الحزينة المفعمة بالشكوى و العتاب و
الألم .. أبيات مثخنة بالجراح تتحسر على ماض كله حميمية و انسجام ..
تنتقل بنا القصيدة بين هذا الماضي الوردي متسائلة عما اقترفته النفس من ذنب حتى
يكون الهجر ..
ماذا فعلت؟
وهل جزاء حبي له أن يرديني قتيلة؟
وبين الحاضر الموغل في الأسى ، و ترنو بوجل إلى مستقبل غير آمن متوجسة من هذا
العودة "المريبة"..
هل عدت لتعيد لعبة الصدفة معي؟
أم جئت لتلقي الأعذار على مسمعي؟
ويعقب كل هذا دعوة صريحة لفتح صفحة جديدة وانصهار الروح بالروح .. من أجل نسج خيوط حب جديد .. أو- لم لا - نفض الغبار عن حب قديم
و الحب وحده من كسب الرهان
استحلفك بكل الآهات وكل الدموع
أن تحط رحالك في دمي
قبيل اشتعال الدماء و حرق الضلوع
تعال نمارس فينا اعترافا
بان الفراق محال محال
تعال نرمم فينا حطام الرؤى
ونغسل نزف الجروح بروح جميلة
تعال لنغزل خيط الضياء وشاحاً
نخبئ فيه أمانينا القليلة
كل هذا صيغ بعبارت منتقاة بعناية ، أو ربما كانت ارتجالية .. لكنها جاءت معبرة عن الألم بكل روعة .. و عن الحب بكل سحر ..
قد لا نكون متعودين على هذه النغمة الحزينة في خواطر سلوى .. لكن إيقاع القصيدة حلقة من حلقات ذاك السحر الذي يأخذك وأنت توغل في متاهات العشق و الشوق .. غير آبه لرنتها الراقصة فرحا أو المثخنة جراحا .. قد تبكي معها أو تبتسم لها أو تعبس أو تثور ..لكن الجمال هو الجمال و الروعة هي الروعة .. خاصة وأن النهاية جاءت مشوبة بنكهة الأمل ، معرضة عن اليأس الذي لا مكان له مع الحب ..
لله ذرك يا سلوى .. المؤكد أن كل غياب عن الكتابة ينبئ بشيء جديد وتعقبه طفرة في التوهج.. فتحية لإبداعك ودمت متألقة .