[هدى نورالدين الخطيب]

يا وطني..
كان في البال ألف علامة استفهام.. الفكر المشوش .. منطق القوة وعصابات الطغيان ..!
ذهبت في خاطري بعيداً إلى يوم نكلّت أوروبا باليهود وحين أرادت أن تضرب عصفورين بحجر لم تجد سوى أهل فلسطين أضحية ..
الاستعمار لا يخرج من بلاد لم يزل فيها ثروات تنهب ، لكنه يغير أساليبه .. يخرج من باب ليدخل من نافذة ومن تحكم علني إلى مستتر بحجج واهية..
الحضارة وهم وقناع تختبئ خلفه الوحوش البشرية ويفصلونه على مقاس وجوههم ومصالحهم..!
منذ أمدْ ليس بعيد كانوا في أميركا يسلخون جلود السود عبيداً ويلتفون حول الضحية يتمتعون بصراخ الألم الذي لا يحتمل ويصفقون للجاني المجرم كأنه بطلٌ مغوار..!
ما معنى أن يكون الإنسان عبداً يعذّب لمجرد اختلاف لون جلده وأي حضارة بنيت على جثث الهنود الحمر والمساكين السود ؟!!..
يا إلهي ..
ما مصير فلسطين وأهل فلسطين؟!!
حين أنظر في هذه البلاد إلى ما تبقى من الهنود الحمر أصاب بالجزع والتخبط والإحباط
حين أتذكر قبل هجرتي إلى كندا ، فكرتي عنهم ودماغي المغسول بإعلام من استعمروهم وأبادوا الأغلبية منهم وأخرجوا البقية إلى حياة أشبه بالموت في رحلة مصيرها الحتمي الفناء والذوبان..!
وداعتهم الحقيقية التي أبعد ما تكون عن الوحشية التي غسل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع أدمغتنا بها..!
ضباع البشر المتحكمون في أقدار هذا العالم ومصائر الشعوب والبلاد..
أنا ربكم الأعلى وجنسي غير كل الأجناس .. أفواه الطين وشياطينها..!
كيف ينام الظالم وكيف يسحق بشرٌ البشرية؟!..
داء العنصرية واستصغار الآخر الذي ما له دواء..
أصعب أحجية عصية على الفهم من يتوجون حراساً لخيانة شعوبهم وسحق موطن آباءهم.. كيف يغدر التراب بترابه وتربته؟!..
لماذا يُسحق الشرفاء النبلاء ويتحول اللصوص والقراصنة وقطاع الطرق والمرتزقة إلى رؤساء دول ووزراء وقادة؟!!
يا وطني وعروبتي ألف .. ألف علامة استفهام..!
واعروبتاه..
وا فلسطيناه.. فهل من مجيب؟!

المتداخل الثاني أكمل لو سمحت بما يجود به فكرك وتحليلك وضميرك الوطني العربي