السَلَفْ إمَّا عْداوة و إمَّا تَلَفْ (لهجة أندلسية)
سَلْفو او ضْحَكْ انت وياه وشوفْ آشْ غادي اِطْرى ليكْ مْعاه (لهجة مغربية)
او: و
وياه: معه
آشْ: ماذا
غادي: صيغة المستقبل
اطرى: يقع
غادي يطرى: سيقع
ليكْ: لك
هذا مثل من الأمثال التي تختلف مبنى و تلتقي معنى. وفي الصيغة الأندلسية نجد أن معنى المثل واضح في مبناه، والمقولة تتمحور حول عملية الإقتراض (السلف) وهي جملة إخبارية تحدد نتيجته بين أمرين:
أولهما العداوة المترتبة عنه لأن المقترٍضَ يكره أن يسأله المقترَض منه عن ماله و قد يختبئ عنه فتشتعل نار الحقد بينهما.
و ثانيهما الضياع إذ يُعتبر المال المقترض تالفا إذا كان المقتِرض من طينة طيبة و لم تسعفه الظروف لرد دينه فيتودد لصاحبه ملتمسا العذر.
أما المثل المغربي "سلفو او ضحك معاه او شوف آش غادي يطرى ليك معاه" فالكلام يتمحور حول الأشخاص؛ يحكي أن عملية الاقتراض تتم في جو حميمي و رضى صاحب المال؛ لكن النتيجة عند طلب رد السلف غير معلن عنها وإن كانت واضحة في جواب مضمر معناه. يراد منه نفس النتيجة في المثل عند الأندلسيين وإن كان وقعها في السياق المغربي أكثر حدة؛ تبين تصرفا معكوسا لما يجب أن يتحلى به المقتِرض تجاه صاحب المال.
و يبقى المثل الأندلسي مختزل الألفاظ فيه ما قل و دل، أما المثل المغربي ففيه سجع ونبرة موسيقية تتناغم ولحنه.