الحمار والجمهور
الحمار والجمهور
نهق حمـار فوق المنبر
يخطب جمعاً جاء حضور
أمضى العمر يعبأ جيشاً
يزعم خصماً جاء يغور
كر وفر وصال وجـال
يقرع دفاً مع ( مزمور)
نظر بعينه وجه القوم
إن القوم يحب الجور
هز الرأس ورفع الذيل
وقر قراراً مثل العور
زعم أمام الحشد مراراً
إن لم نفعل سوف نغور
هب منافق يرضي غروره
أن الملك لديه أمور
علم أن الدنـيا تفاني
فجاء يمد إلينا جسور
ويمنع شراً بات كثيراً
وبموت الشر نلقى الحور
كيف يكون علينا لزاماً ؟
ونحيا حياة فبها شرور
لاح الليل وأبرق نجمه
وأسدل ثوباً يغري العور
يذهب فيه عقل العـاقل
ويثبت فيه عـقل الجور
إن سواد الليل بهـيم
وأما سواد العـقل شرور
ألقى بيــانا أقسم فيه
إن جمــيع البشر نمور
يأكل بعـضه مثل الدود
ويظهر طُهــراً كالعصفور
دهش القوم وضحك الأخر
وقوم صاح يــبدي نفور
كيف يكون أتاناً ملكاً ؟
وكيف يكون الناس نمور ؟
صعق الملك من جرأتهم
وأصدر أمراً ( للفارفور )
وأقسم فوق المنبر قسماً
يعلن فيه بكـل فتور
أن القتل جزاء المـجرم
وسيلقى حتفه في التنور
كُلٌ كُلٌ ليـنا أسيراً
ما من منكم لـه مبرور
نحن لديــنا كل العذر
وهذا أمـر إله غفور
قد بينا لكم الأمر
من ييعرض له مقـبور
قام معارض يعلن رأيه
وراح يبين للجـمهور
أن حماراً يحـكم فينا
ونحن نصفق للمغرور
ما من منكم يـرضى حياة
إن الدنيا صارت كـور
راح يؤلب رأس الساهي
ويضرب دفاً فوق العور
كيلو اللحم تجاوز حده
أما الأرز صار نكـور
وراح السكر يسلك درباً
وأصبح رزقاً للسنور
أما البصل فمات وقبر
حتى الثوم نراه قشور
شهر الجالد سوط عذابه
وقبَ وسبَ أبو منظور
كيف نجهر قولاً عندي
وأصبح عوراً للجمهور
هبط الناهق يجري فرارا
يخشى الجمع وراح يشور
كيف أعود وأصبح ملكاً؟
هذا القوم لديه نمور
بقلم سيد يوسف مرسي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|