[عزة عامر]

بالنسبة لي هو نصف عقد من عمري , تجولت فيه بين دروب النور , ذهبت وغدوت , حلقت كفراشة فوق زهور أفراحه أنثر بعض ابتسامات , وزحفت بين أتراحه ألملم بعض الدموع , نسيت وتذكرت , تعلمت أشياءا وتعلمت , ضحكت ملئ روحي , وملئها بكيت , جسدت أناس رحلوا وحدثتهم بعدما عرفتهم , وقرأت لهم وتأثرت بهم , ومنهم من التقتهم روحي في عوالم الرؤى , فرأيتهم رأي العين إذا نامت وتخلت عن بصرها , ناجيت أشياء , وصمتت الحروف تلقاء أشياء , ألفت أشياء والتفت عن أخرى , صدقت أشياء , واستلهمت أخرى , أبحرت وأبحرت , وفي وسط سفينة خيالي , نصبت سارية علقت عليها شراعي , فهيمت في دنياه , واستثقلت دنيا الوقائع , وألفت الخيال المبحر , واستعذبت أن ألقي إليها وداعي , ليس حبا من يجعل للحب يوما واحدا به يحتفي , الحب فينا ونحن الحب , وأفئدتنا عيدا بطول العمر , وعرض الزمان وإلى أن نرد اللامكان , نحن دقات حب تصنع له الزمان , أليس شأن دقات الساعات , شأن نبضات القلوب , فالقلب حين ينبض حبا , يصنع دقات الزمان ويصنع للزمان زمان ,
سأشارك زهور العالم في كل صبح مع العالم حتى ينقضي زماني ,
نصف عقد , إنه لعمر طويل شاركته معكم بالمودة , كنتم فيه كالأهل ونعم الإخوات والإخوان , تحملتموني ,صبرتم على أخطائي , شجعتموني آزرتموني , علمتموني , فلكم الورد حتى تذبل في الرحيل عيوني , أسعدتموني فلكم الحب وعليكم ,حتى ألقاكم في زمان غير الزمان في بحور إبداعاتكم أغرقوني .
تحية بلون الورد وعبق الزمان .