رد: حوار نا الاستثنائي عن الجميع وللجميع معك [you]
خولة صبية تبلغ من العمر ثلاثين سنة و اثنتين إلا قليلا..
كثيرون من معارفي يقولون عني "طفلة".. فتعجبني هذه الكلمة ليس لأني لا أود الظهزر بعمري الحقيقي.. ولكن تلك الكلمة تجعلني أحس بالبراءة التي يعيشها الأطفال.. بالحب الصادق لكل الناس.. باحترام الكبير.. بالتعلق بماما وانتظار قدوم بابا من العمل ليلا وأنا أجري وأقفز بالباب عند سماع خطواته القريبة من الباب أو طرقاته أردد بفرح عال" بابا جا.. بابا جا"
منذ صغر سني وأنا أعشق اللغة العربية.. ولعل هذا راجع إلى شيء خفي بداخلي أو على الأرجح قد يرجع إلى أمي التي كانت تشتري لي مجموعة من قصص الأطفال فأنغمس في قراءتها لأنهيها في أسرع وقت ممكن، وأنا أتخيل نهاية للقصة أو أحداثا انطلاقا من عنوانها ثم من الصور المرفقة بنص القصة..
أمي كانت تحب أن أتقن الرياضيات ولكنني لم أستطع أن أفعل ذلك.
كنت أجدني متوترة كلما رأيت العمليات الحسابية أو وجب علي أن أعد شيئا معينا..
وما تحقق لأمي هو ما كانت تراه من أني سأصبح مدرسة يوما ما..
انتظرت وإياها تحقيق هذه الرؤيا زمنا الحمد لله أنه لم يكن طويلا جدا.. حيث لم أحصل على معدل جيد بشهادة الإجازة مما لم يؤهلني على اجتياز الامتحان الخاص بالأساتذة .. لكني لم أفقد الأمل.. قدمت ملفي وسيرتي الذاية للإذاعة.. ومع ذلك لم يكن لي بها حظ..
توسلت الله الذي قال: إني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني.. فكان أقرب قريب وأعز مجيب..
قدر أن يعلن الوزير عن اجتياز امتحان التعليم لأول مرة دون انتقاء.. فعلمت أنها الاستجابة.. لا أحب حفظ الدروس التي تفرض خاصة إذا وجدتها مملة.. وهكذا أرى دروس الديداكتيك وأقربائها ..كلما اقتربت منها..شعرت بألم في رأسي بل في كل أنحاء جسدي.. اجتزت الامتحان الأول كان لمدة أربع ساعات تخصص لغة عربية، أنهيته في حدود عشرين دقيقة واستحييت من وضع ورقتي حينها.. أما امتحان المساء فكان كذلك في أربع ساعات وقد أنهيته في حدود أربعين دقية ولكن بطريقة مختلفة فقد كان المطلوب غالبا هو وضع علامة أمام الجواب الصحيح، كنت أعد بطريقة الأطفال" أبٌا جدي فِينْ اللي نْدّي، هادي واللا هادي صاحبتي هي هادي" ثم أقول: باسم الله توكلت على الله؛ العلامة هنا( ابتسامة).. أذكر ذلك كأنه اليوم.
انتظرت النتيجة التي لم يطل الإعلان عنها وكنت موقنة من النجاح.. شيء رباني كان ذلك اليقين، وعندما أعلن عن نجاحي وأني سأجتاز الامتحان الشفهي، وقد أخبرني خطيبي بذلك.
أخذتني أمي إلى بعض المحلات التجارية وناسقت لي بين الملابس فاشترت لي ما أظهر به أمام لجنة الامتحان الشفهي..عدا مساحيق التجميل فأنا لا أستعملها لأني لا أحتاجها إذ وهبني ربي جمالا يغنيني عنها، أما العطر فليس لي نوع محدد وكثيرا ما أنسى وضعه( ابتسامة)
وكان اليوم الموعود وصلت المركز، ووقفت قرب باب قاعة الامتحان، التقطت أذناي بعض الأسئلة التي وضعتها اللجنة.. وغير ذلك..
حان دوري؛ ولجت وإذا بهما امرأتين ورجل.. رأيت البشاشة على وجوههم فاطمأن قلبي.. ذكرت الله وذكرت أنه المجيب ومادام الامتحان الأول كان بدون انتقاء فتلك علامة على استجابة دعائي.. لن أخش أي سؤال مهما كان..
نجحت أخيرا ومن جديد خطيبي هو أول من أخبرني بالنتيجة.
ومن محاسن الصدف المقدرة أن السيدتين اللتين كانتا من أعضاء لجنة الامتحان الشفهي هما أستاذتان بالمركز سأحضر حصصهما وستشرف إحداهما على بحث نهاية الموسم الدراسي..وستساندني إذ أحصل بمشكل..
كانت هذه السيدة التي تشرفت بإشرافها هي الدكتورة رجاء بنحيدا التي لم تنساني فبعد أربع سنوات أو أكثر.. بعد أن تزوجت، ووظفت، وأنجبت توأمتي.. ترسل لي عبر الواتساب موقع مننديات نور الأدب وتطلب مني أن أشارك فيه..
تشابك لدي الفرح بالمفاجأة والتشويق.. فتحت لي هذه السيدة أبواب أمل لقائي بمثقفين وموهوبين لطالما حلمت بالتواصل معهم.. هل سأكون واحدة من الكتاب العرب؟! من المثقفين العرب؟
شكرا أستاذة رجاء على هذا الأمل... شكرا حد شكر لا ينقطع..
ولجت الموقع؛ فوجدت مشكلة في البدء إذ لم يكن يسمح لي بكتابة موضوع أو الرد على موضوع..
وأذكر أني قد قمت بالرد على موضوع ما.. أرسلته لها فشجعتني على المزيد لأجد ذلك الرد قد سجل بالمنتدى وقد سطرت تحته اسمي.
كانت تلك بدايتي مع هذه المنتديات.. التي عندما غصت فيها حلا لي أن أتعمق أكثر.
اطلعت على ما يكتب وعلى بعض ما كتب من قبل..
ما كتب في 2008...2012...وفي 2018¨......
شدتني جل الكتابات.. تأسفت إذ لم يكن لي شرف التعرف على السيد طلعت سقيرق الذي عرفته من كتاباته أديبا متألقا ومن كتابات الأستاذة هدى عنه.. ومن بعض كلمات أعضاء المنتدى..
صرت ألجأ لبعض المواضيع القديمة فأتعمد قراءة العنوان قبل اسم صاحبها لأقول مستحيل ألا يكون هذا النص لهدى أو طلعت كما أعرف جيدا نصوص الأستاذة رجاء من عناوينها..قد تختلط الأمور أحيانا؛ لكن نادرا ما يحدث ذلك .
كل نص قمت بالتعليق عليه إلا وأثارني .
وجدت متعة حين قرأت نور العيون.. حين أكتب لك تصير قامة الورد أحلى.. تعجبني كتابات أستاذتي رجاء خاصة ما يحث على التفاعل كمسابقة رمضان، إمتاع ومؤانسة، الأمثال، وكلماتها الروحية..
عروبة بعربيتها العذبة.. عزة بكلماتها الحنون. جعفر بقوة شعره ناز كالصقر حاد النظر للكلمات حتى يختار أنقاها..غالب أمير شعر نور الأدب، صالح قليل الظهور مؤخرا نشتاق لقراءة المزيد له .. جوهر كلماته جوهر..مرمر بنقاء حكمها متألقة.. رشيد بحبه اللا متناهي لأهله.. يشاركنا معه هذا الحب.. صرنا نعرف ابنتيه وأميرته.. نعرف حبه للطبيعة وشغفه بالكلمات والتصاقه بالقلم........
أحبابي دعوة الأديبة هدى جعلتني أتحدث طويلا فلو سمحت لأصابعي أن تضغط على أزرار الهاتف أكثر لإضافة أوراق أكثر لفعلت ولكني أمسكها الآن لتمسك عن الكتابة فتأبى.. سأرغمها..
شكرا على القراءة.. لا تنسوا أني أحببتكم وأحبكم وسأظل كذلك أحبكم
|