ودُونَكَ القبرُ إذْ تُلقى المقاديرُ
بعد البلِيَّةِ لا تُغْني المحاذيرُ
لمْ يسْعَ بيني وبينَ الفَقْدِ مُفتَعِلٌ
فكيفَ فاحَ على ثَوبي المَغافِيرُ ؟
لمّا دَهتْنِي البَرايا قالَ أحْصَفُهُمْ :
ما ثُقِّفَ السيفُ إنْ لمْ يُنْفَخِ الكيرُ !
قَواصِمُ الظَّهرِ قد جاءتْ مُبَشِّرَةً
وليتَ تُسْعِدُني هَذي التَّباشيرُ !
مازالَ في رئةِ الزَّمَّارِ من نفَسٍ
يشْدُو وإن لم تعُدْ تشدو العصافيرُ
إنِّي وإن كنتُ مهزوماً أمامَكُمُ
وإن تراءَتْ لك الخيباتُ نِحْريرُ
أصُوغُ في الحكمةِ المِعْكاءِ صَوْغَ يَدِي
لا بارِئًا ما بَراهُ "القيسُ" و "الزّيرُ"
وأزْبُرُ الشِّعْرَ مِطواعاً وأُصْمِتُهُ
ولاتزَالُ على الهرج الأحافيرُ
وما سَرَقْتُ صُواعَ المُلْكِ من مَلِكٍ
ولوْ حَكَمْتَ بما قدْ تَشْهَدُ العِيرُ
لا تسْأَلَنْ كيفَ قَلَّ الماءُ في نُهُرٍ
وكيفَ غادَرَتِ العُشَّ العصافيرُ
لا تسألَنْ نَعْشَكَ المَقْدُودَ من خَشَبٍ
إنَّ التَّوابيتَ تكفيها المَسَاميرُ
+++++++
لا ضيْعَةٌ سُوِّرَتْ، لا حنطةٌ حُصِدَتْ
فَلِمْ تَكاثَرَ من حَوْلي النَّواطيرُ ؟
أنا المُرَفَّلُ في الظَّلْماءِ قانِعَةٌ
عيْنِي بما لمْ تُصَبِّحْهُ اليَعَافيرُ
يكفي من الماءِ ضَحْضاحٌ على عطَشٍ
وليس تكفيكَ في الضَّعْفِ المعاذيرُ
كفاكَ ! مَن يَشْعَبُ الأيّامَ لو كُسرت
كذاكَ لو هُشِّمَتْ تلك القواريرُ ؟
أوْهاقُ صَدْرٍ زَحَرْناها على كمَدٍ
فهلْ سترشَحُ بالنورِ الدَّياجيرُ ؟
ماذا عساهُ يقول النَّخلُ مُحتَطَباً ؟
حدِّثْ بما صنعتْ فيه المناشيرُ
ماذا عساهُ يَسُكُّ المرءُ من كَلِمٍ
ما عُظِّمَتْ في المقاماتِ السَّماديرُ ؟
لعلَّ قبريَ محفورٌ هنا سَلفًا
وهْوَ الحقيقةُ إن صاحتْ بنا : سيرُوا
لا ساحَ يأويكَ فلْتأوي إلى جبلٍ
فقد سَمَتْ في براريها الخنازيرُ
تقْضي الموازينُ في الأحْمالِ إن قُسِمَتْ
وليسَ تَقْضي " إذا تُعْطَى الدَّنانيرُ "