عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 03 / 2020, 36 : 11 PM   رقم المشاركة : [7]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: فنجان قهوة مع خولة السعيد، وحوار صريح.

( ابتسامات) أولها لأني سررت جدا بأن أجدك بيننا بعد غياب أستاذة رجاء..
ثاني ابتسامة لأني سعيدة إذ تشاركيننا هذه القهوة..
وثالث ابتسامة لأنك سيدتي تحاولين التعرف على خولة الطفلة وهي نفسها لا تعرف إن كانت قد انتهت فترة طفولتها ..
إذن فترة الطفولة سأعدها حسب ما وضعته القوانين وأحدها ربما في آخر سنة دراسية من سنوات الابتدائي أي : 12 سنة.
سيدتي لا أعرف إن كان فعلا لطفولتي تأثير كبير على شخصيتي التي وصفتها بالهادئة.. فأنا وخاصة بعد أن وضعت صغيرتي اكتشفت أن الشخصية تبدو منذ الولادة بل ربما منذ مرحلة" الجنين "، فتوأمتي لكل منهما شخصية ظهرت منذ ظهورهما بل منذ أن أحسست بهما أدركت أن لكل منهما حركة تميزها عن الأخرى...
أما عني فأمي تقول أني كنت هادئة فعلا حيث كانت لا تجد من يقوم بالسخرة فتفعل هي ذلك بنفسها ... تتركني في مكان وتعود لتجدني جمادا لا يتحرك..
لتحل أختي بيتنا بعد ثلاث سنوات وثمانية أشهر...فتكون أول شيء أذكره وكان شيئا جميلا..حيث دخلت غرفة نوم والدي.. وأمي تقول لي :" تعالي خولة..انظري هذه أختك.. انظري ماذا أحضرت لك معها قبل أن تدخل البيت" فرحت حينها بأختي وبما أحضرت معها من حلوى وشوكولاتة وما يعجب الصغار ويعجبني..
ثاني شيء أذكره في نفس العمر حين أخذني والدي لتسجيلي في مدرسة خصوصية لها نقل مدرسي،_حيث لن تتمكن أمي من أخذي إلى روض الأطفال أو منه في كل مرة تاركة بثينة الصغيرة.. _ فكان أبي يحملني بين ذراعيه وأنا أنظر من فوق إلى رأس المدير الأصلع( ياله من هدوء" ابتسامة") وبنفس الموسم الدراسي كانت لنا معلمة جعلتي أكاد أكره شيئا اسمه المدرسة فقد كان بإمكانها أن ترمينا بكل شيء يمكن أن يكون في يديها، طبشور ممحاة،.... أو غير ذلك بل وما في رجليها أيضا إذكانت تزيل حذاءها الملون بكل الألوان وترمي به إلى حيث شاء أن يقع.
سررت يوما وأبي يأتي ليأخذني من ذلك القسم الجحيم في يوم من أيام رمضان إلى مكان طبيعي جميل أشرب عصيرا بعثته لي أمي وآكل شيئا آخر لا أذكره..
في الموسم اللاحق سجلت بمؤسسة أخرى قضيت فيها أوقاتا من أحلى ذكرياتي مع الأصدقاء والمعلمات والسيدة المديرة أيضا...كنت أميل إلى اللعب مع الذكور أكثر ونوع اللعب كان غالبا هو الجري ..وكانت بقية الصبايا يتبعنني فنلعب جميعا.
إحدى معلماتي كانت تحب أن تراني بالساحة فتناديني لأسلم وتظل ممسكة بي .. تضمني إليهاإلى أن يدق الجرس ..حينها لا أدخل القسم باكرا فهي تؤخرني عن الذهاب خلسة رفقة صديقي لرؤية الطاوس الذي كان في جهة ما خلف الأقسام وخلف قضبانه الحديدية.
درست في تلك المؤسسة سنة من سنوات روض الأطفال وسنتين من سنوات الابتدائي بعدها انتابني الحزن لأني سأغير المدرسة وسأفارق أصدقائي ومعلماتي والطاوس مع تلك الورود الجميلة التي كانت تجاوره.
اضطر أبي لنقلي لمدرسة عمومية ..وما أحزنني أكثر حينها هو أنه قد تم رفض دراستي في مستوى الثالث ابتدائي بدعوى صغر سني والأفظع أن نيابة التعليم قد استولت على نتائجي السابقة التي صارت هي الوحيدة التي لا أحتفظ بها اليوم... حينها قررت أن أدرس فقط كي لا أكرر سنة دراسية أخرى أما أن أدرس لأكون متفوقة أو الأولى فلا ثم لا.. لن أعيد ذلك مرة أخرى...
( يتبع... فقد أطلت كثيرا) ثرثارة هادئة
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس