عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 03 / 2020, 12 : 02 AM   رقم المشاركة : [11]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: فنجان قهوة مع خولة السعيد، وحوار صريح.

شكرا أستاذة رجاء... شكر خاص لك عروبة الطيبة...
وتتبع ممتع أرجوه لك سيد رشيد...
تفاجأت بعض الشيء من ذكرك أستاذتي لحي الرياض وشارع القدس ..فعلا هما مهدي.. مكان نشأتي ..الآن أهل المنتدى لا يعرفون أني من مكناس فقط ولكنهم حصلوا على عنوان بيتي فمرحبا بهم متى شاؤوا.. وأضيف رقم الدار 178.
هنا حيث قضيت حياتي قبل الزواج ووقتا كبيرا أيضا حتى بعد الزواج ..
هنا حيث جمعنا البيت الكبير..
بيت جدي أحمد رحمة الله عليه( والد أبي)وهذا البيت الكبير كان مقسما بحيث كل أسرة تعيش شبه مستقلة عن الأخرى.. فكنت مع سارة ابنة عمي أقضي وقت لعب ممتع.. كانت سارة على وشك أن تفوز بمرتبة الحفيدة الأولى للجد أحمد لولا أني سبقتها بشهر( ابتسامة) ثم مع بثينة وبعد ذلك نزار أخو سارة.... وهكذا كان البيت الكبير يمتلئ بالصبيان الحفدة شيئا فشيئا...
خولة الطفلة كانت متعلقة بأمها أكثر وكانت تحب جدها الذي تشعر معه بشيء مما لا يمكن أن يعبر عنه، كان هو المحامي والدفاع الخاص بها في كل مرة حاول شخص ما أن يسيء إلى خولة..
كانت تجده القوة الصامدة التي لا يستطيع أحد مواجهتها.. لكنها مدللته الت تلجأ إليه في كل مرة... وقد لا تفعل ويؤدي مع ذلك دور المحامي..كذلك كان جدي عبد الرحمن والد أمي الساكن بدرب الفتيان حي من أحياء المدينة القديمة...
ما أذكره هو حين كانت كل العائلة تقريبا تجتمع ببيته الصغير أيام السبت أو الأحد أو أيام العطل.. كان يفضل أن يتناول طعامه وحده في غرفته فيناديني بعد ذلك لأجمع عنه المائدة..فتسرع إليه إحدى بنات خالاتي فيقول لها: أنا لم أنادي غير خولة هي من عليها أن تجمع الصحون...وهو في الحقيقة لا يريد ذلك لأني حين أذهب إليه يطلب مني أن أغلق باب الغرفة ويطعمني بيديه.. يزعم أني لن آكل مثل ما يأكل الآخرون خاصة إذا كان الطعام لحما مفروما أجده قد خبأه خصيصا لي رحمة الله عليه..
ربما من جدَّي تعلمت كيف أحب الصغار وأرى في كل شخص كبير إنسانا طيبا...تعلمت منهما كيف أحنو على إنسان ضعيف ...
تعلمت أن الحنان ليس من صفة النساء فقط بل هو موجود في أعماق الرجال لا يحبون إظهاره إلا .... إذا شاؤوا أو إذا جعلتهم يظهرونه..
تعلمت أن القلب الرحيم محبوب...
تعلمت أن المدرسة لا تلقن كل الدروس... ولكن من نعايشهم هم دروس وتطبيقات لنا...
مدرسة ابن خلدون هي تلك المدرسة العمومية التي التحقت بها فأعدت قسم الثاني ابتدائي ....
كنت أحيانا أشاغب في القسم وكأنني أنتقم لا أحب القيام بواجباتي المنزلية.. إلى أن طلبت مني المعلمة يوما قراءة نص فقرأته.. ربما كانت تظن أني لن أستطيع ذلك لأني وجدتها تتفاجأ وتطلب من كل التلاميذ أن يقفوا لي ويصفقوا وتفعل ذلك هي أيضا ...
هذا الموقف جعلني أتراجع عن الشغب على الأقل خاصة وأنه صادف التقاء أمي بالمعلمة التي لم تنس أن تخبرها أني فوضوية وكثيرة الكلام...وهذا طبعا أغضب أمي وجعلها تأخذني إلى البيت بكل هدوء وتناولني أفضل وألذ عقاب (ابتسامة)..
أصبحت أفضل الصمت في كل شيء..أفضل الصمت من قبل مع الذين لا أرتاح لحواراتهم... وأفضل الصمت من بعد حتى في القسم عندما يسأل الأستاذ عن شيء لا أجيب بأي جواب حتى لو كنت متأكدة منه إلا في حالة معرفتي به ويقيني بأن كل الأصابع المرفوعة قد وضعت وأخرست إذ لم ينطق أصحابها بالجواب الصحيح.. أو في حالة إذا فاجأني الأستاذ بسؤال موجها خطابه إلي...
بل حتى مع العائلة كنت مع أبناء خالاتي وخالي قليلة الكلام ..كانوا جميعا أكبر مني بعضهم يقارب سني لكني كنت أجدهم يتحدثون في مواضيع لا تهمني ولا تروقني فأتجنبهم.. خالتي دائما وخالي أيضا يذكران أني حين كنت أذهب إلى بيتهم أبحث عن قصة أو مجلة للأطفال كي أقرأها أو ألتجئ إلى ركن من أركان البيت فأنام حتى توقظني ماما لنعود أدراجنا إلى بيتنا ...
أحيانا كانت تعجبني جلسات الكبار...فأظل أراقب أحاديثهم في صمت لكني لا أغفل جلسة الشاي..
كنت أحب من الرسوم المتحركة (سالي، ريمي.كابتن ماجد. بيل وسيباستيان.النمر المقنع. كونان.صاحب الظل الطويل. أخي العزيز .la princesse Sisi.tortue ninja.. وطبعا توم وتجيري.. ) كل ذلك كان على القناة الثانية المغربية وأكثره على القناة الأولى التي كانت توقف الرسوم المتحركة لحظة ريثما يمررون آذان الظهر مما كان يضطرني حينها أن أردد مع الآذان حتى أحس بأنه مر سريعا(ابتسامة)...
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس