رد: فنجان قهوة مع خولة السعيد، وحوار صريح.
عروبة الجميلة أسئلتك أضحكتني لا لشيء سوى لأني ضحكت على حالي حينها..
أدبياتي!!! قريحة الكتابة !!! أدب نسائي!!!....
بكل صراحة لست من ذلك في شيء ويسعدني أن أبدو لك كذلك ...
قد أكون في لحظات ما آخذ أوراقا وأقلاما وأظل أكتب لكن الأوراق تظل مبعثرة كأوراق الكاتب المغربي قبل أن يجمعها أو ربما أكثر منه فكثيرة هي الأوراق التي أذكر ما كتبت فيها ولا أذكر أين أخفيتها...
قد يكون سبب حملي للقلم شعوري بالوحدة أحيانا فأجده أنسي.. أو يكون ذلك بدافع غضب أو فرح.. أو بدافع تسجيل شيء لاحظته من الحياة...
ربما يرجع سبب إخفائي للأوراق التي أكتبها إلى حدث جرى أيام طفولتي أيضا، حيث كان لي دفتر صغير أضعه بجانبي في طاولة القسم فجاء السيد المعلم يتفحصه ثم قال لي أتظنين أنك تكتبين شعرا وبلهجتنا المغربية قال(بزاف عليك الشعر) حتى الشعراء يجدون صعوبة في نظمه.. لوتعلمون كم بكيت حينها وكيف باللاشعور صعدت فزق كرسي الطاولة لأصل إلى يده فأنزع منها الدفتر لأمزقه أشناتا أشتاتا..وتلك كانت صدمة أخرى لي بالمدرسة.. فبدأت كلما دخلنا حصة مادة اللغة العربية آخذ كتابا لمادة أخرى لأني لم أعد أطيق لا القسم ولا الأستاذ ولا ما يدرس الأستاذ إلى أن وجد عندي من جديد دفترا ألصقت عليه قصيدة بالفرنسية Adieu monsieur le professeur..
فمزق هذه المرة هو الورقة وطلب مني أن أقرأ تعبيرا كان قد أمرنا بتحضيره في البيت ظانا منه أني لم أفعل ومع ذلك قرأته فتفاجأ..
أطبق صامتا..
كنت لمدة إذا عرفت أنه سيظل بالقسم فترة الاستراحة أخرج إلى الساحة وإذا عرفت أنه سيكون بالساحة أجلس بالقسم إلى أن خرجت مرة بالقرب من القسم أنتظر نزوله إلى الساحة لأني كنت متأكدة من أن عليه أن ينزل الساحة لكنه لم يفعل وظل ينتظر أن يراني بمفرادي فقدم إلي أردت الابتعاد لكنه أمسكني وطلب مني الاعتذار..صدقا استحييت حينها خاصة بعدما وجدته يقدم لي حلوى وشوكولاتة وعلكة....
سامحته من كل قلبي.. لكن أثر فعله ظل لصيقا بي..
كتبت كثيرا بعد ذلك مزقت أوراقا ورميتها وخبأت أخرى لم يجها أحد حتى خولة نفسها..
ومع ذلك ولأن أصدقائي أيام الدراسة خاصة في سلك الماستر كانوا يطلبون مني أن أقوم بتنشيط ما ننظم من حفلات أو غير ذلك.. أحببت المشاركة مرة وأنا بمركز تكوين الأساتذة بشيء كتبته بمناسبة الاحتفاء بزميل لنا وهو يقوم بتوقيع كتابه في التحقيق الذي ألفه كبحث للحصول على شهادة الماستر... كان الأستاذ الجليل عز الدين النملي _ أستاذي القدير طلب مني أن أقرأ بالمناسبة قصيدة لي..اعتذرت له وقلت أنا لست شاعرة _ ومازالت كلمات معلمي كجرس يتردد في أذني- لكن العظيم عزالدين.. قال لي.. تستطيعين أن تكوني كذلك.. المهم أريد سماع صوتك في الصبحية حتى لو كان ما ستلقينه لشاعر آخر.. ونزولا عن طلبه لم أقرأ شعرا ولكني قرأت نثرا مخبرة كل الحضور أنه مشروع رواية..
أذكر سعادة أستاذي حينها حين صادفته بالساحة بعد ذلك اليوم فأخبرني بسعادته وإعجابه بما قرأت.. ثم طلب مني أن أكمل الرواية وأتصل به ليتكلف هو بطبعها ونشرها.. لكني أنا الكسول..هنا أدركت أن الأمر لا يعود إلى معلم الايتدائي ولكن ألى تهاوني وكسلي...
|