http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=14437
منذ ان التفت ا. رشيد يمنة ويسرة، وجهنا إلى كوخه الدافئ، بذكرياته وأمسياته الجميلة الساحرة، هاطلة كما قطرات المطر، حركت في داخلنا العديد من المشاعر والأحاسيس اختار المكان والزمان الملائمين لعرضها على القراء.
ـ كان موفقاً في إيجاد مساحة يشغلها بكلماته، ويسهب في وصفها، شاركنا اعتلاء الجبال وافتراش الوديان وصحبة الآفاق، استدنى حواسنا ونجح في شدنا لدخول جمهوريته الخاصة.وسررنا كثيرا بعالمها، وسررنا بمصاحبة الطيور والأطياب، ومازلنا نتنفس حكاياتها على الدوام.
ـ في إحدى الليالي غادر غرفة كوخه، ليحلق في أرجاء الروابي، حيث الهواء كان بارداً، شاركته الطبيعة ابتهالات الأمل لينقذ الرب العالم من الطمع والشجع سافرنا معه في أغلب ترنيماته وعدنا إلى حيث أعشاش الطيور، لتشاركنا ترنيمات الأمل وتلتقط من كف البطل البر وتقر عيناً.
ـ اصطحبنا الكاتب إلى ضلوع ملهمته تقرأ معه قصائده، كم كانت تشبه العصفورة التي تنتظر رفيقها ليعود إليها حاملاً سلام الأكوان بين جناحيه يملأ حضنها أمناً وطمأنينة، شاركناه مشاعر الانتظار، وحزنا على العصفورتين كلاهما بانتظار رفيق قد ياتي أو لايأتي.
ـ هناك توظيف ناجح للطبيعة كنا معه في تفاصيلها، دخلنا الكهوف والمنازل الريفية، وتسلقنا الأشجار وصارعنا الريح العتيدة، وشعرنا بمداعبة النعاس للجفون، بعد تعب يوم عاصف تغيبت فيه عصفورة الكاتب والعصفورة الافتراضية التي يبوح لها بأشجانه غاص الكاتب في جولات بين المرتفعات والتلال، باحثاً عن الحب، باحثا عنها، وتساوره المشاعر الإنسانية ليجنح إلى الحرية يحدق كثيراً لأفق ناظريه، يشعر بأن الجبال تشاركه هذا الكم من الأحاسيس والأفكار، تسكنه حيرة من العصفورة الساكنة التي أضفت على المشهد حركة لقد شاركها همومه وباح لها بمكنوناته التي لأجلها ثارت ذائقته الفنية وامطرت الطبيعة ورعدت مفردات الكاتب تحدياً.
يظهر هذا التحدي باعترافه بحبها، لقد بدأ بتغلغل في كيانه لحظة صد، ويبتعد سراباً في لحظة هيامٍ وردية! بوح عذب شجي هو صوت الكاتب المعترف بشوقه الدائم لرؤياها..ويمضي فصل الفوضى، يرحل الخريف، بينما يبقى رشيد متلهفاً لقدومه من جديد حاملاً إليه لقاءها بين ورقة من أوراقه المسافرة!
وللحديث بقية ..يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــع