رد: قراءات في فضاءات أ. رشيد الميموني
للحب بصمته أينما وجد الإنسان، له تباشيره التي تنبئ عنه، تنطق به عيون المحبين باختلاف ألوانها وطبائعها تشاركهم الطبيعة تغريدات النبض وتراقص القلب، ماتزال رحلة الكاتب مستمرة بين أرياف يلفها السحر والغموض، في وصف لبيئة الراعي الذي يظهر في سردياته كسر لروتين السرد الذاتي، تشارك الإنسانية والطفولة حب المؤلف لمحبوبته ولولا سخاء الطبيعة وجودها بإرسال كافة أنواع التسلية والمرح من نهر ومروج وأشجار لوقع أسير صورة واحدة ينتظر حضورها، يريدها أن تاتي ولن يطفئ نار غضبه سوى حضورها.
بعد أن نقلنا إلى بيئة صاحبه الذي صادفه في مراعي غناء، أثر الابتعاد شوقا لمحبوبته ولعشه ولعصفورته التي تعافت وهي تنتظر عصفر الوادي، في رحلة عودته يفاجأ باختباء جزء من البحر خلف الضباب كما وجه المحبوبة الذي تأخر في الظهور، ولأن نهاية رحلته شارفت على الانتهاء بدأت تتسلل مشاعر القلق والتوتر هل سيحظى بلقاء الأحبة هي جملة من مشاعر صادقة يعبر عنها بكل حرفية، يصف حالة الانتظار التي جعلته مابين أمل ويأس مد وجذر.
ويشارك فيروز الشطآن بحث الكاتب عن محبوبته التي ربما يلقاها أو لايلقاها، مع جملة مشاعر يحاول إقحام وجوه لكنه يبتعد مللا إنها وجوه لاتشبه وجه الحبيبة الصافي الذي يفتقر إلى تجارب حفرت أخاديدها فوق قسمات الراعي ومن صادفه بعد عودته إضافة إلى جملة نصائح تخفف من غضبه لابتعادها عنه.
ليكتشف من خلال سماعهم لتجاربهم وهم يروونها بتأنٍ، كما حكماء في كهولة العمر، اكتشف بأن الحياة لاتنته عند وجه فارقناه او صوت افتقدناه هناك من حظيوا بمحبوباتهم، تزوجوهن، لكن الدهر فجعهم بسرقتهن مع أولادهن على غفلة من نبض القلب.
وينهض بعد رحلة بائسة من الاحلام، ينهض فينيق الحكاية، مودعاً ساكني الجبال جيران البحر، مايزال مصرا على لقاء حبيبته رغم النصائح التي أُسديت له مايزال يشعر بفراغ يعايشه وباعتقاده عندما يلقاها ستمتلأ الدنيا صخبا وفرحاً، سيمضي اياما وادعة برفقتها، وتصفو السماء ليمنحها أجمل ما حظي به خلال رحلاته الجبلية بين السهول والجبال وفوق المنحدرات والتلال.
سرد يتخلله الكثير من المشاعر الجياشة رومانسية وصحبة، وحياة جبلية بامتياز أبدعت الوصف ا. رشيد ونتابع حكاياتك اليومية بسخاء قلمك وفكرك.
|