رد: قراءات في فضاءات أ. رشيد الميموني
يعود الكابت إلى غادته التي تملأ الأمكنة طربا، تسكن الحقول ويفوح عبيرها مخلفا كل دفء، تركت في نفسه كل أثر جيد أعادته طفلاً لأحضان الطبيعة يركض وينتفض حزناً، شاركته حتى أصغر الكائنات حبوره وسعادته، أيقظ شعراء المهجر ليشاركوه وصف الحال في الليل وصوت البلابل، شارك كل شيء في هيامه، وفي إعجابه بغادته لتنسج لها أكاليل مودة عندما تأتي، وتتوجها كما آلهات الإغريق في لحظات الانتصار على ساعات الانتظار العصيبة، يبوح لها بمكنوناته وقد استبدت به الأشواق طويلاً ليدرك مدى غدر الزمن، مابين تضارب الأحاسيس وبين احتمالات الفراق والأسى ترافقه عبارات شعرية وادعة، تؤنس قلقه بانتظار الغادة بضعة عبارات شعرية جميلة، توقد في ذاكرته صورها، مع اقتراب موعد رحيلها ليسهب بوصف مشاعرهما، ريح عاتية ونسيم عليل تناقض يخلق ثورة تتهياً له مختلف الطقوس البشرية والطبيعية يعود بذاكرته إلى أحضان الوادي،وحكايات جدته، مسميات عديدة للبرد والنتيجة برد ايضاً.
يحزم ماتبقى له من أمر، ليهيم ثانية بين المروج وصورتها لاتبرح ذهنه كحال أي عاشق تتلون وتتبدل حسب الحال.. وعندما تجود الأقدار بلقاء فالخيال سيد الموقف، هي سراب جميل في مخيلته لتمنح هذه الحالة العاشق فلسفة حب الطبيعة وجود العبارات الشاعرية التي توحي لها تقلبات الطبية بكل وصف جميل جذاب، في المطر مايوحي بالمتعة، والعواصف مايوحي بالمتعة، وفي حديث الراعي والعجوز المتعة والحكمة، سيصير فيلسوفا إذا ما نأت عنه غادته دون شك.
ويصارع اليأس بالأمل إلى أن يجد نفسه من جديد في منزل ريفي وسط وصف للطبيعة جميل جذاب غير أنه لم يلق بأثره في قلبه وعقله المغول على الدوام بمكان محبوبته النائية أو ربما القريبة دون أن يعلم، يدخل الحوار في النص لتشاركه الجميلات الحديث، دون أن تاخذ منه إحداهن أي اهتمام قيد شعرة.
ويعود من جديد لصحبة البراري والحيوانات الأليفة من خراف وعنزات، عالم مسالم كما نفسيته الهائمة بحب واحته الغناء التي يفتش عنها غير عابئاً ببرودة الدروب والمنحدرات الثلجية، والأماكن العالية ميزة الريف المرونة حتى في الفصول الباردة التي يغطي الثلج فيها كافة المعالم لتستريح من خطوات السائحين محبي الهدوء والاسترخاء.
نتوقف على أمل المتابعة وقراءات في فضاءات كاتب رومانسي النزعة
|