رد: قراءات في فضاءات أ. رشيد الميموني
نتابع فضاءات أ. رشيد
تلقي رياح المصادفات العجيبة كاتبنا إلى أكواخ وأكواخ يعايش فيها تجارب، وتبقى الطبيعة صديقته المخلص على وفائه لها، وجوه يتقي بها ومحن تعصف بها، قبله منكسر وعقله مشغول بها على الدوام، غادته هل تستحق كل هذا الوفاء؟أين سيجدها هل سيرضى بالبديل عن مُحياها؟عندما التقى بأخرى أعادت وجه محبوبته لها من جديد، استراح بين عائلتها اهتمت به، وصالحته مع الحياة ليبدأ قلبه يشعر بحاجته إى علاقة جديدة.
لقد أدرك بعد أن جاب سهولاً، واعتلى جبالا بانه ليس الوحيد الذي يبحث عن غادته، كثر ما ياعنون مايعاني، وبأن هناك من تقف أمامه عصفورته وهو لايقو على الحديث معها، يرمقها بنظرة، يهمس لها بكلمة لكنه يجدهم محظوظين لأنهم يلتقون بهن أما هو فلا يعلم أين هي عصفورته وهل تعلم بأنه ولهان بها ؟
وتتبدل الفصول تستقبل الأكواخ الخشبية الدافئة بياض الثلج، يدثرها بندفٍ بيضاء باهرة، ويفقد ثقته الكاتب بلقاء من جديد ليكتفي بمراقبة الحيوانات الاليفة وألفتها مع بعضها ومع الإنسان، هكذا ويأتي الربيع ممزوجا بحنين لمعانقة الوديان ومصاحبة الأطياب، والقفز من شجرة إلى أخرى، واعتلاء الصخور ويعود فعلا لهذه الأجواء الرائعة ليصاحب الطبيعة بكل مافيها من حسن وبهاء، غير أن القدر يبدل مساره ليفجعه وحليمة بوفاة والدها!
ويوارى الثرى بين دموع محبيه، وحزن المقربين منه، ليتحول احتفاء الطبيعة بقدوم الربيع إلى وشاح داكن اللون حزين ترافقه نظرات حليمة التي فُجعت برحيل والدها عن الدنيا، وكمشة من ذكريات معه هنا جلس وهنا تحدثنا، كل شيء حزين ووحدها أشجار السنديان متشبثة تروي فصول من مروا في هذه الحياة، وحفروا أسماءهم ثم رحلوا هي مشيئة القدر.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــع
|