عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2020, 18 : 03 AM   رقم المشاركة : [20]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أنا وجدتي ، وأحاديث العمر .

أملنا الزمان طويلا في بقاء أيامنا الجميلة ، فما كنت أظن للحظة بأنه بارع في اغتيال أحلامنا البريئة ، والسطو على عمر طفولتنا بتلك السرعة الخالية من أية هوادة .. تذكرت من الأحداث حدث وما أكثر ها كانت ، ولكن ذلك تحديدا أضحك كلما تذكرته بقدر ما بكيت آنذاك ، كانت جدتي بارعة في حياكة الملابس وتصميم الفساتين ، التي لا يشبهها ما هو معروض في محلات الملابس وخاصة ملابس الأطفال ، وكانت تحبني حبا جما ، وإلى الآن امتد حبها ليغرقني ، كانت تقوم بتصميم فساتينها وحياكتها بنفسها حيث كانت تملك ماكينة خياطة قديمة يدوية ، وتحيك لي من نفس الثوب فستان صغير ، وبذلك نرتدي أنا وهي فستانان من نفس اللون مع اختلاف التصميم ، وكنت أفرح فرحا شديدا كلما فعلت ذلك ، وكان يوافق ذلك موعد وصول أبناءها من الخارج ، استعدادا لمقابلتهم في المطار .. وفي ذلك العام فعلت الشيء ذاته ، وكنت آنذاك في الصف الثالث الإبتدائي ، وكان لي زميلة بمثابة الأخت كنت أحبها حبا لا تصفه كلمات على وجه المعمورة ، كانت تسكن بقرب بيت جدتي وكنت أزورها دائما بعد انتهاء اليوم الدراسي ، مع كل طلب أذهب لأحضره لجدتي أمر على منزلها أسلم عليها وأمضي ، كانت يتيمة الأب وكنت أتعاطف جدا حد البكاء لذلك ورغم صغر سني كنت أشعر بأنني مسئولة عنها ، ولا أطيق أن يبكها أحد من بعض زملائنا في الصف وما أكثرهم لن أنسى حين ضربتها سالي زميلة لنا كانت متعجرفة وكم بكيت لأجلها ، ولأجل عدم استطاعتي أن أدافع عنها ، وفي ذلك العام تحديدا كانت والدتها تنتظر حتى ينتهي العام الدراسي وتأخذ منال أحب صديقة وأخت لي وتسافر إلى محافظتهم التي أتوا منها ، حيث أن وفاة الأب أدت إلى سفرهم نهائيا ، فلم أعد أراها ولا أعلم إلى أين رحلت وكنت أذهب إلى منزلها دائما طوال السنوات التي عشتها في بيت جدتي ، عسى أن أجدها ، فلم يجدي انتظاري وذهبت أختي وحبيبتي منال دون عودة ، ونسيتني ولم أنساها ، ما حدث في عام الفستان ذاك ، أننا في يوم من الأيام عدنا سوية من المدرسة ، وكنت بطول الطريق أحكي لها عن الفستان التي حاكته لي جدتي مثل فستانها ، وأنني سأرتديه حين أذهب معها لاستقبال أخوالي في المطار ، وكم هي سعادتي آني أنا وجدتي سنكون مثل بعضنا البعض ، وعزمت أن أريها الفستان ولما وصلنا دخلت المنزل مسرعة وقلت لجدتي تعطينيه لكي أريه لمنال ، فلم ترض لكنني ببعض التحايل والقبلات استطعت أن أحصل على موافقتها ، وأخذت الفستان ورأته منال وكانت في قمة الإعجاب به حيث أنه يشبه فساتين سندريلا ، التي حين ترتديه طفلة وتدور به تبدو كالوردة المتفتحة ، وحين تقف تبدو كأميرة ذات فستان منفوش له أكثر من طبقة تحت ظهارته ، رأت منال الفستان ومضت ، وفي اليوم الثاني وتحديدا في وقت الإستراحة ما بين الحصص الدراسية ، جلسنا لنتناول فطورنا في فناء المدرسة أنا ومنال ، وفاجئتني أنها حزينة لأنها كانت تتمنى أن يكون لها جدة مثلي تحيك لها فستانا جميلا كفستاتي ودمعت عيناها ، وبدوري قمت بدور الشهمة التي ستضحي لأجل سعادة زميلتها مهما كلفها الأمر ، جلست ، وقمت وأكملت اليوم الدراسي إلى نهايته ، ومضيت في طريق العودة وكل ما يلح في فكري وعقلي كيف افرح منال مهما حدث ، وصلت إلى بيت جدتي وكعادتها تنتظرني لأحضر لها بعض المشتروات من بعض الباعة القريبين من البيت ، ودون تفكير أخذت الفستان من دولاب جدتي ، بعد اضطرابات نفسية وقلق ومغامرات لإبعاد جدتي عن غرفتها حتى لا تراني ، وأخذت الفستان أخيرا ، وذهبت لأحضر ما طلبته مني جدتي ، وكانت منال هي أهم أهدافي لأجعلها سعيدة ،لن افرح بالفستان وصديقتي تبكي لأنها لا تملك فستانا مثله ، وصلت عند منزل منال ، طرقت الباب ففتحت لي والدتها فسألت عنها كانت هي الأخرى تحضر لوالدتها بعض الأشياء ، سئلت الوالدة عن مكانها ، وما إن علمت ذهبت سريعا لأقابلها في طريق عودتها وأفاجئها بالهدية ، وقد كان قابلتها ، وأعطيتها الفستان فأبت أن تأخذه ، حتى أخبرتها بأنني ، استأذنت جدتي أن تحيك لي فستان مثله ووافقت هي أن تفعل ، خافت منال من والدتها حين تسألها فلا تعرف كيف تجيب وطلبت مني أن أذهب معها إلى البيت ثانية وأخبر أنا والدتها ، خفت كثيرا لأني أكذب ولأول مرة ، وأعرف أن الكبار يعرفون من يكذب ، لأن الله يخبرهم بكل شيء عن طريق العصفور التي كانت أمي تذهب عقلي بها ، حين تقول أن العصفورة قالت لي ، وقضيت العمر وأنا كل ما أتمنى أن أكبر ليكون لدي عصفورة تخبرني بكل شيء مثل أمي هههههه كذبة إبريل التي استمرت حتى كبرت وعلمت حقيقتها ، ذهبت وجسدي النحيل الصغير يرتعد من والدة منال ، أحدثها بصوت مرتعش وعينين ترجفان من الخوف ، والحمد لله مر الموقف دون أن تلحظ المرأة فقد فرحت بالفستان كثيرا ، وقبلتني وقالت لي يا حبيبتي ، تنفست وقتها الصعداء ، لكن القلق والإضطراب زادت قوته أضعافا حين تذكرت ما الذي سيحدث لي حين تكتشف جدتي بعدم وجود الفستان ، وكيف ستنصب لي المحكمة وهل سأقول أنا وأعترف أم أنتظر عصفورة جدتي الأكبر من عصفورة أمي ، لتكشف سري أمامها ، ماذا أفعل وماذا أقول ؟؟ أنا الأن .... نعم قد فرحت بفرحة صديقتي ، والآن أبكي للمأزق الذي وضعت نفسي بعقره ، وأيضا تذكرت أني سارقة وقد رآني الله وسيدخلني النار كما قالت لي أمي أن كل من يسرق شيئا ليس له سيدخل النار ،، وهو أولا وأخيرا لجدتي بالأساس ، يا مصيبتي الكبرى ، ويا طول تأنيبي وعذابي ،، مرت الأيام ولم يحدث شيء ، فمازال هناك وقتا على موعد وصول أخوالي من السفر ، لم تكتشف جدتي بعد ، الحمد لله ... وجاءت منال أنيقة تمرح وتقفز كالغزال فرحة مرتدية فستاني الذي أعطيته لها ، ولم أؤكد عليها ألا تلبسه أمام أحد ، يا ويلي !! جاءت لتسأل عني ، لتسألني عن واجبات ذلك اليوم الذي تغيبت فيه عن المدرسة ، وكانت الكارثة التي حطت رحالها فوق رأسي ، رأتها جدتي وكان يوم لن أنساه ، انتظرت جدتي حتى غادرت منال ، وأخذتني إلى غرفتها ، وسألتني ،
كيف أعطيت لمنال الفستان ، ولماذا لم أستأذن ، ووووو ..... ، تهشمت خجلا ، واحترقت حياءا مما فعلت ، لكن الجميل في جدتي أنها لم تطلب مني أن أعيد الفستان مرة أخرى ، وأنها ربتت على كتفي بعد توبيخي طبعا ، وإذلالي بأني لن أرتدي أنا وهي مثل بعضنا البعض ، وبأني من المحتمل أن لا أذهب معها إلى المطار عقابا لي على فعلتي الشنعاء.. لكنها قبلتني في الأخير وأثنت على تصرفي بأن قالت لي أنتي طيبة مثل جدتك ، ففرحت كثيرا بفعلها وحاولت أن تحيك لي فستان من نفس الثوب لكن بقماش أقل بكثير وتصميم مختلف جدا لم يعجبني وقتها لكن استسلمت ، وذهبت في ذلك العام معها إلى المطار .
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس