[د. رجاء بنحيدا]

الإشباع هو تقوية النطق بالصوت ، وتقوية الصوت بالمد .
بمعنى إتمام الصوت بالحركة المناسبة حتى يتولد حرف مد مناسب أيضا، فتصبح الفتحة ألفا والضمة واوا والكسرة ياء..

والإشباع كظاهرة صوتية نجده في الشعر وفي الكلام المنثور وفي القرآن الكريم وفي الحديث لكن سنتحدث عن الإشباع كظاهرة عروضية إيقاعية ..بحكم أننا نتطرق إلى البحور الشعرية

ومن أنواع الإشباع الإيقاعي في الشعر

1- إشباع الحركات :
هو إشباع يختص بالحركات ( الفتحة ، الضمة ، الكسرة ) ويأتي في سائر مواضع الكلمة ، أي بعد الفاء ، وبعد العين وبعد اللام ( فعل ) ..

قَالَ أُسامة الْهُذَلِيُّ يَصِفُ الحُمُر:
إِذَا نُضِحَتْ بِالْمَاءِ وازْدادَ فَوْرُها، ... نَجا، وَهُوَ مَكْدوهٌ منَ الْغَمِّ ناجِدُ

يلاحظ أن الشاعر أشبع الفتحة التي قبل الجيم في الاسم " نجد " فنتج عن ذلك إشباع الفتحة بألف مد أو فتحة طويلة ، ولو احتفظ الشاعر بالاسم دون إشباع لاختل الوزن في البيت
نجا وهو مكدوهن من لغمم ناجدو
//0/0 //0/0/0 //0/0 //0//0
فعولن /مفاعيلن/ فعولن /مفاعلن

* وفي قول امرؤ القيس

كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ ... على عجلٍ منّي أطأطئ شيمالي

موطن الشاهد :" شيمالي "

أشبع الشاعر كسرة الشين فتولدت منها الياء ، وذلك لإقامة الوزن غير أن رواية أخرى لهذا البيت "وهي الأصوب :
كَأَنّي بِفَتخاءِ الجَناحَينِ لَقوَةٍ صَيودٍ مِنَ العِقبانِ طَأطَأتُ شِملالي


يقول الشاعر أبو بكر الشبلي
يُحِبُّكَ قلبي ما حَييتُ فإن أمُت... يُـحِـبُّكـَ عَـظمٌ في التراب تريب

موطن الشاهد : تريب
وإنما يقال " عظم ترب " لاصق بالتراب


وخدٍّ كبرقوع الفتاة ملمع ...وروقين لمّا يعدو أن تقشَّرا

موطن الشاهد : برقوع
تم إشباع وتمطيط ضمة القاف ، فنشأت عنها "واو "، برقُع برقوع

2- إشباع حركة حرف الروي

يتم هذا الإشباع بإضافة حرف مد مجانس لحركة حرف الروي( فإذا كان حركة حرف الروي كسرة نشأت الياء ، وإذا كانت ضمة تمططت واوا ، وإذا كانت الفتحة أشبعت بالألف )
مثال : يسأم - يسأمي
تنفع ُ - تنفعو
كتاب َ - كتابا
هذا لا خلاف حوله ولانقاش وكذا

**إشباع حركة هاء الضمير الغائب للمفرد المذكر ، وميم الجمع إن لم يترتب على ذلك كسر البيت الشعري ، أو التقاء ساكنين ، مثل : لهُ ، بهِ ، لكمُ ، بكمُ ، تكتب عروضيا هكذا : لهُوْ ، بهِي ، لكمُوْ ، بكُمُوْ .
ج- إشباع كاف المخاطب أو المخاطبة ، ونون الرفع في الفعل المضارع ، ونون جمع المذكر السالم ، وتاء ضمير التكلم أو المخاطب للمذكر أو المؤنث تشبع حركتها إذا وقعت إحداها نهاية أحد الشطرين ، مثل : كلامكَ ، كلامُكِ ، يسمعانِ ، يسمعونَ ، تسمعينَ ، مسلمونَ ، مسلمينَ ، قُمْتَ ، قمتُ ، قمتِ ، تكتب عروضيا هكذا : كلامكَاْ ، كلامكِيْ ، يسمعانيِْ ، يسمعونَاْ، تسمعينَا ، مسلمونَا ، مسلمينَا ، ، قُمْتَاْ ، قمتُوْ ، قمتِيْ ...

-يتبع -


..