[خولة السعيد]

للقصيدة هذه وقع إيقاعي مميز فإيقاعها الداخلي يمتاز بتكرار ألفاظ متعددة عدا الأساليب التي أشير إليها آنفا، وإن جمعت هذه القصيدة بقصيدة عذل العواذل السابقة التي تعتبر متممة لها فسنجد حقلا من اللوم يقابله حقل معين من الحب، يكونان معا مروجا وبساتين تمتزج فتتنافر إذ لا يقبل المحب لوما من أحد ويعتبر عاذليه أعداء حتى لو كانوا يطلبون منه أن يترفق بحاله، وتتكرر في القصيدة جملة اصوات كالمدود ( يا عذول بدائه_ مائه_ بهائه _ ملامة _ اللحاة_ نراك _ أرى_ لا يرى...) وتتناسب هذه المدود مع الفعل المضارع ( أحبه ، أحب، أود، نراك، أرى، لا يرى، يعذب، يستأسر...) مما يجعل النص لا يخلو من الحركة واستمرارية الحب المتواصل دون انقطاع موازاة مع العذل الذي يلازم المحب وقلبه.. ثم إن توظيف فعل الامر أيضا يوحي بان الحركة لابد متواصلة ومستمرة حتى بالمستقبل ( دع، هب، ترفقا، مهلا..) وهكذا يلاحظ في النص هيمنة الأفعال بأزمنتها الثلاثة على الأسماء، بل إن شاعرنا استغل توظيف الفعل المبني للمجهول كذلك( وُقي، طُبع) إذن فذلك الاضطراب المزلزل لقلبه قد ارتسم على إيقاع القصيدة فأنتج نصا زاخرا بكلمات ترقص على نغمات مختلفة، بعد ان ركب شاعرنا بحر الكامل الصافي الطويل الذي يسعى من خلاله أن يصل لدرجة اكتمال الحب ولعل ذلك ما جعل علي الحمداني يستزيده، روي القصيدة (هاء) سبقت الإشارة إليه أما القافية فمتداركة حيث يجتمع فيها حرفان متحركان( ئه)بين ساكنين(ألف المد وياء إشباع الروي) ، وقد تحقق التصريع في مطلع القصيدة: بدائه/ بمائه.
إضافة إلى ذلك يمكن ان نلاحظ في النص استخدام الشاعر لمحسنات أخرى كالاشتقاق : ( المشتاق/ أشواقه_ العشق/ المعشوق_ فديته/ بفدائه_ دعوتك/ دعوة/ لم يدع_ طبع/ المطبوع) والطباق: ( فوق / تحت _ أمامه/ ورائه)
( يتبع)