عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 05 / 2020, 19 : 04 AM   رقم المشاركة : [18]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

نسيت ريم أمر الرسالة وكانت مع فتحها للفايسبوك لا تتذكرها أبدا، تتصفح ما تريد، تكتب ما شاءت أن تشارك به، وتضع كالعادة رموزا للإعجاب وبعض التعليقات، ولم تنتبه إلى أن علي يكاد يكون تواجده نادرا جدا في المشاركات خلال هذه الأيام، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بكلمات لها هي، وبقي الحال على ما هو عليه مدة تتجاوز خمسة عشر يوما حتى كتبت ريم ما يلي:
" لقد حاولت كتابة قصيدة جزل ؛ يسعدني أن أتلقى آراءكم حول كلماتها:
وْقْفْتْ مقابلاكْ بْعْقْلي حايْر
نْسْأْلْكْ شْحالْ مْخْبّْعْ مْنْ سْرايرْ؟
شحال فْعْماقْكْ مْنْ كْنُوزْ وْ جْوَاهْر؟
شحال وقف بحالي قبالك
بكل همو وسرارو حكالك
وشكون يجمع بداخلو بحالك؟
عْلَا داكْشِّي موجك هَاجْ !
علا داكشي عْلا ومَاجْ
مْزِييُّنِين ثورتك كِيف التّاجْ
عليك الهم زايد كْثْرْ
وْاللّي ما حْسّْ بيكْ وْ قَالْ:
انت كثير متكبر متجبّرْ
راه يا الحبيب هو اللي خْسْرْ
خْسْرْ راحة ما يْلْقاها عندكْ
إلا اللّي يْتْأْمّْلْ جزرك ومدّكْ
لْحْدّْ دْيالْكْ؟ ماعرفتْ حدّكْ !
يا سْعْداتي واناواقفَه قْدّامْكْ !
خُوذْني يا بْحْرْ.. خوذني لْعْنْدْكْ
حْمْلْنِي عْلى بساطْ امواجْكْ
هاجْر بيا خْليني نْغُوص فْعْماقْكْ
ونْطْهّْرْ روحي فيك خلّيني
وادّيني يا بحر وْمْعاكْ خليني
هكذا كان ما اعتبرته ريم نصا شبيها بالزجل، ومع ذلك تلقت رموز إعجاب كثيرة، وبعض التعليقات:
" نص جميل _ إبداع رائع _ إحساس جميل وتعبير أجمل...." ، وغير ذلك من الكلمات والعبارات وهي ترد بفرحة على كل التعليقات، لتلاحظ فجأة تعليق " علي حامد" :
"ما أجمل هذه الكلمات ريم ! إحساس مرهف وأحرف متوهجة بعشق الطبيعة..
أبدعت ريم في حديثك مع البحر ذلك الأفق الواسع الذي يجرنا إلى عالم آخر ويريح أنفسنا"
هنا تذكرت ريم تلك الرسالة، ولذلك كان ردها على تعليقه سريعا:
"شكرا أستاذ علي".
وعادت لفتح صندوق الرسائل الذي غالبا مالا تعيره اهتماما، فانتبهت لوجود مجموعة من الرسائل التي لم تقرأها، من بينها رسالة علي حامد؛ بضغطة زر.. ها هي تقرأ الرسالة:
" مرحبا ريم؛
أيتها العزيزة المحترمة، أرى أنه من واجبي أن أوجه لك رسالة شكر خاص بك.. تعبيرا عن فرحتي بتجاوبك مع ما أكتبه من نصوص.. فشكرا لك"
سرتها رسالته، فأن يكتب لها محبوب جماهير صفحة: " اعشق كتابا.. اكتب حرفا.. ضع بصمتك" دون غيره من الأعضاء فهذا يعني أنها حقا تركت بصمتها.. فكيف سترد عليه..؟
طبعا يجب أن ترد؛ احتراما لهذا الشخص الذي يظهر أنه قدر قيمة كتاباتها، ورآها أهلا لهذا الشكر....
وبدأت تضغط على الأزرار لترسم الحروف فتشكل الكلمات التي سترد بها على علي:
" سيدي أنت الأحق بالشكر، وقد أسعدتني رسالتك...
أعتذر لك عن تأخري في الرد عنك؛ فلم أنتبه إلى رسالتك إلا الآن."
وما إن ضغطت على زر الإرسال حتى انتبهت إلى أنه يكتب لها رسالة، فكأنه كان ينتظر تلك الرسالة وقد قرأها سريعا، وهاهو يستعد للرد على رسالتها الآن..

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 27 / 05 / 2020 الساعة 00 : 01 PM.
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس