الموضوع: رياض الأنس
عرض مشاركة واحدة
قديم 25 / 05 / 2020, 05 : 11 PM   رقم المشاركة : [85]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: رياض الأنس

لك وين حكاياتك عزة..؟
نحنا نطرنا كثير كثير
عايزين نعرف إزاي بتكون أجواء رمضان والعيد بالمحروسة وبالضبط في بيت عزة عامر


سأذيع عليكم نشرة أخبار الدار عن أجواء رمضان والعيد ، ولكني تركتم اليوم تفرحون بالعيد ، وغدا أذيع .. استعدوا للملل ، ولكنه بالنسبة لي شخصيا معقول ومناسب إلى كبير ، وأما لو كنتم ممن يحبون الصخب فسيكون مملا جدا ..غدا نلتقي .. إن شاء الله .

ليس مللا أبدا بل كانت أجمل وأهدى وادفأ أيام عمري ، في صغري كان أبواي يعلماني الصيام بطريقة التجزئة ، فتقول لي أمي صومي للظهر ، ويقول لي أبي صومي للعصر وهكذا حتى صرت أصوم اليوم كاملا إلى وقت أذان المغرب .. كانت الأجواء تشع بالبركة والهدوء يأتي والدي ووالدتي من عملهما يحملان الفاكهة والخضروات أنظم المنزل أنا وأختى ، يتشارك أبي وأمي في التجهيزات للإفطار ، فيقوم أبي بعمل العرق سوسو مشروب معروف ومحبوب جدا بعد الصيام ، وتقوم امي بعمل الحلويات ، كصنية الكنافة ، والجلاش بالطريقة المصرية ، وأحيانا الكيك والبسبوسة ، ونتابع أنا وأخوتى البرامج التلفزيونية الرائعة ، كبرنامج عمو فؤاد رايح يصطاد ، أو عمو فؤاد بيلف بلاد ، وجدو عبدو زارع أرضه أو أو ، وبعض البرامج الرمضانية الممتعة ، ثم يأتي البرنامج الديني لقاء الشيخ الشعراوي وبمجرد انتهاءه تبدأ القناة تعرض قرأة قرآنية لأحد الشيوخ المصرين المشهورين ، كالحصري ، وعبد الباسط ، والمنشاوي ، ثم يأتي دور التواشيح كمولاي النقشبندي ، وفي تلك الأثناء نقوم أنا وأختى بترتيب الأطباق وتحضير المشروبات الباردة كالتمر هندي ، وعصير قمر الدين ، والعرق سوس .. ثم يرفع الآذان بصوت المرحوم محمد رفعت .. نجلس جميعا في حلقة دافئة حول الطعام نأكل و ننتظر الفوازير ، والبرامج الطفولية الممتعة كبوجي وطمطم ، والننجاترتلز ، وبكار ، وفي بعض الأيام كنا نقوم بعزائم لأهلنا أو يقومون هم بعزيمة لنا ، وتجتمع العائلة أخوال وخالات وابناءهم .. كانت تلك أروع أيام عمري ، التي طالما تمنيت أن أمسك بالوقت لكي لا ينتهي أبدا ونظل نلهو ونلعب بالمفرقعات كالبومب (الديناميت) الذي ما أحببته أبدا وكنت ارتعب من صوته ،، لكنها الفوانيس كانت الأفضل لدي حتى كبرت .. وتغيرت الأجواء إلى حد كبير ، فما حامل المسئولة كمن هو محمول عنه ، لكن رمضان بقي في نفسي بشكل أخر ومذاق أخر وجمال أخر ، فالإلتزام في الصلاة وقراءة القرآن وإحياء ليال رمضان بالقيام والذكر كان شيئا خلابا ومذاقا جديدا له لذة وحلاوة ما عرفتها في السابق رغم أنني كنت أرى والدي يصلي ويقرأ القرآن ويسبح باستمرار لا يفتر ، لكنني حين جربت بنفسي ، كان شعورا رائعا لا يوصف وعلى الأخص اللحظات التي كنت أصعد فيها سطح المنزل يوميا لأتأمل السماء وحال النجوم و حتى شروق الشمس لأرصد ملامحها وأكتشف إذا ما كانت هي الشمس التي تلت ليلة القدر أم ماذا .. لكم تعلق بصري بتلك السماء العريضة .. ولكم كشفت عنها فعرفتها ، ولكم كشفت عني فعرفتني .. وسار العمر على تلك الوتيرة .. إلى يومنا هذا رغم بعض الاختلافات الطفيفة ، وفي زمن كرونا مر علينا رمضان أيام متماثلة كيوم واحد ، ننام بعد صلاة الصبح نستيقظ لنحضر طعام الإفطار نقرأ بعض القرآن ونكمل إلى الفطور نصلي فروضنا .. لا اتابع سوى برنامج تلفزيوني واحد اجباري أتأذى منه كثيرا لأنه يؤذي الناس بسخافة تحت مسمى مقلب مضحك و ربما يبكيني لأني لا أحب رؤية الخوف والضعف في عيون الإخرين .. لكن للأسف التلفاز أخذ له مستقرا في نفس المكان الذي نجلس في للطعام .. ومع كرونا وطول ة الحبس اختلس بعض الوقت لأرى الشوارع بحجة الشراء لأشياء مهمة ، وأعود للحبس مرة أخرى .. بطبيعتي أنا بيتوتية أفضل البيت والجلوس فيه أكثر من الخروج لكن بشرط أن لا أكون مجبرة .. فحين أشعر بذلك أتحول تماما من امرأة بيتوتية لمخلوقة لم تخلق للجدران وتكون على النقيض تماما .. وكذا تمضي الأيام ونمضي معها لكنها أبت هذا العام أن نبقى معا ، فبقيت الارض وحدها وبيقينا وحدنا .. لعلنا نعود أكثر حبا لها وحرصا عليها ..
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس