رد: الشاعرة شريفة السيد ضيفتنا في مجلس التعارف..
مواهبي في بيت أبي وأمي
عندما أطلقوا عليَّ: أنتِ فنانة
* الفن كائن حي بنبض التجربة الشعورية للفنان وعلاقته بالموضوع
فقد كنت منذ الصغر أهوى فكرة استخدام (التصوير الفوتوغرافي) ولديَّ ألبومات تكفي معرضا للصور ثم أحببت (الكولاج) أي الصورة الفوتوغرافية مع الخامات المضافة لتكوين اللوحة. وكنت رسامة بارعة، تملأ أركان منزلنا القديم الألوان والفرشاة والورق الأبيض والملون، وأذكر أن أول بورتريه رسمته بالقلم الرصاص كان وجه أبي، ثم وجه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. للشبه الشديد بين ملامحه وملامح أبي... ولا أزال أحتفظ بهما للآن. كجزء من أعز ذكرياتي التي تعتبر جزءًا مني..، فالذكريات الأولى تحفر في لاوعي الفنان وتُعاد بشكل ترجمة محرفة فيما بعد في مراحله المختلفة.
* كما كنت أهوى التفصيل وأدواته: المقص والخيط والإبرة والقماش وماكينة الخياطة، والتطريز والغزل والتريكو والكنافاه و.... و ... والإيتامين... وصنعت مفارش كثيرة لي ولأصحابي، وصنعت حقائب وقطع ملابس ليس لها عدد. وكأنني أفرغ طاقات ما لها حدود....
* وعشقت التشخيص في قوالب من الجبس ومن الخشب والأركيت ومن القماش،ومارست الطباعة اليدوية وفعلت ذلك بمهارة أدهشت الجميع، فأطلقوا عليَّ: أنت فنانة.. لدرجة أنني تمنيت دخول كلية الفنون الجميلة، ولكن.. لم أتمكن.... فقد حال مجموعي في الثانوية العامة دون تحقيق الحلم، فكتبت الرغبة الأولى كلية دار العلوم التي أشار الكثيرون عليَّ بدخولها، لتقوية اللغة العربية التي أعشقها أيضا.
* وعشقت الموسيقى وصنعت لنفسي مكتبة موسيقية غنائية عجيبة.. حرصت على أن أجمع فيها المؤلفات الكاملة لكل فنان.وخاصة عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم... وأذكر أنني كوَّنت مع صويحباتي الصغيرات مثلي (جمعية محبي تراث عبد الحليم حافظ) بعد وفاته مباشرة، وبدأنا جمع تراثه على شرائط كاسيت كان مقرها النهائي عندي أنا، ثم نقلتها معي لبيت الزوجية، وظلت بكامل هيئتها إلى أن عُدت يوما من العمل، لأجد ابنتي الصغيرة وقد سجلت على معظمها أغاني شبابية حديثة.* فصُدمت صدمة كبيرة، وحزنت حزنا شديدا، لكنني استفدت فانتبهت إلى ضرورة تعلميها معنى الخصوصية فخصصت لها كاسيت وشرائط أخرى تفعل بهما ما تشاء،
أعتقد أن كل هذه التفاصيل أثرت على كتابتي بشكل ما.
* وفي مقابل كل هذه الدفقات الشعورية ـ التي كانت أكبر من مجرد دفقات شعورية ـ دفعت من الروح والدم والوقت ما لا يقدر بثمن.
|