 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر |
 |
|
|
|
|
|
|
سأذيع عليكم نشرة أخبار الدار عن أجواء رمضان والعيد ، ولكني تركتم اليوم تفرحون بالعيد ، وغدا أذيع .. استعدوا للملل ، ولكنه بالنسبة لي شخصيا معقول ومناسب إلى كبير ، وأما لو كنتم ممن يحبون الصخب فسيكون مملا جدا ..غدا نلتقي .. إن شاء الله .
ليس مللا أبدا بل كانت أجمل وأهدى وادفأ أيام عمري ، في صغري كان أبواي يعلماني الصيام بطريقة التجزئة ، فتقول لي أمي صوكي للظهر ، ويقول لي أبي صومي للعصر وهكذا حتى صرت أصوم اليوم كاملا إلى وقت أذان المغرب .. كانت الأجواء تشع بالبركة والهدوء يأتي والدي ووالدتي من عملهما يحملان الفاكهة والخضروات أنظم المنزل أنا وأختى يتشارك أبي وأمي في التجهيزات للإفطار ، فيقوم أبي بعمل العرق سوسو مشروب معروف ومحبوب جدا بعد الصيام ، وتقوم امي بعمل الحلويات ، كصنية الكنافة ، والجلاش بالطريقة المصرية ، وأحيانا الكيك والبسبوسة ، ونتابع أنا وأخوتى البرامج التلفزيونية الرائعة كبرنامج عمو فؤاد رايح يصطاد ، أو عمو فؤاد بيلف بلاد أو أو وبعض البرامج الرمضانية الممتعة ، ثم يأتي البرنامج الديني لقاء الشيخ الشعراوي وبمجرد انتهاءه تبدأ القناة تعرض قرأة قرآنية لأحد الشيوخ المصرين المشهورين ، كالحصري ، وعبد الباسط ، والمنشاوي ، ثم يأتيور التواشيح كمولاي النقشبندي ، وفي تلك الأثناء نقوم أنا وأختى بترتيب الأطباق وتحضير المشروبات الباردة كالتمر هندي ، وعصير قمر الدين ، والعرق سوس .. ثم يرفع الآذان بصوت المرحوم محمد رفعت .. نجلس جميعا في حلقة دافئة حول الطعام نأكل و ننتظر الفوازير ، والبرامج الطفولية الممتعة كبوجي وطمطم ، والننجاترتلز ، وبكار ، وفي بعض الأيام كنا نقوم بعزائم لأهلنا أو يقومون هم بعزيمة لنا ، وتجتمع العائلة أخوال وخالات وابناءهم .. كانت تلك أروع أيام عمري ، التي طالما تمنيت أن أمسك بالوقت لكي لا ينتهي أبدا ونظل نلهو ونلعب بالمفرقعات كالبومب الذي ما أحببته أبدا وكنت ارتعب من صوته ،، لكنها الفوانيس كانت الأفضل لدي حتى كبرت .. وتغيرت الأجواء إلى حد كبير ، فما حامل المسئولة كمن هو محمول عنه ، لكن رمضان بقي في نفسي بشكل أخر ومذاق أخر وجمال أخر ، فالإلتزام في الصلاة وقراءة القرآن وإحياء ليال رمضان بالقيام والذكر كان شييئا خلابا ومذاقا جديدا له لذة وحلاوة ما عرفتها في السابق رغم أنني كنت أرى والدي يصلي ويقرأ القرآن ويسبح باستمرار لا يفتر ، لكنني حين جربت بنفسي ، كان شعورا رائعا لا يوصف وعلى الأخص اللحظات التي كنت أصعد فيها سطح المنزل يوميا لأتأمل السماء وحال النجوم و حتى شروق الشمس لأرصد ملامحها وأكتشف إذا ما كانت هي الشمس التي تلت ليلة القدر أم ماذا .. لكم تعلق بصري بتلك السماء العريضة .. ولكم كشفت عنها فعرفتها ، ولكم كشفت عني فعرفتني .. وسار العمر على تلك الوتيرة .. إلى يومنا هذا رغم بعض الاختلافات الطفيفة ، وفي زمن كرونا مر علينا رمضان أيام متماثلة كيوم واحد ، ننام بعد صلاة الصبح نستيقظ لنحضر طعام الإفطار نقرأ بعض القرآن ونكمل إلى الفطور نصلي فروضنا .. لا اتابع سوى برنامج تلفزيوني واحد اجباري أتأذى منه كثيرا لأنه يؤذي الناس بسخافة تحت مسمى مقلب مضحك و ربما يبكيني لأني لا أحب رؤية الخوف والضعف في عيون الإخرين .. لكن للأسف التلفاز أخذ له مستقرا في نفس المكان الذي نجلس في للطعام .. ومع كرونا وطول ة الحبس اختلس بعض الوقت لأرى الشوارع بحجة الشراء لأشياء مهمة ، وأعود للحبس مرة أخرى .. بطبيعتي أنا بيتوتية أفضل البيت والجلوس فيه أكثر من الخروج لكن بشرط أن لا أكون مجبرة .. فحين أشعر بذلك أتحول تماما من امرأة بيتوتية لمخلوقة لم تخلق للجدران وتكون على النقيض تماما .. وكذا تمضي الأيام ونمضي معها لكنها أبت هذا العام أن نبقى معا ، فبقيت الارض وحدها وبيقينا وحدنا .. لعلنا نعود أكثر حبا لها وحرصا عليها ..
هنا قد ث خطأ ما .. لا أدري كيف قفز الموضوع للوراء بهذا الشكل ..؟؟!
|
|
 |
|
 |
|
أهلا بك عزة...
هي ذكريات جميلة حقا وغير مملة..
كذلك أجد ذكرياتي كلما استرجعتها فأردد قول الشاعر:
رب يوم بكيت منه فلما .... صرت في غيره بكيت عليه
في الحقيقة لم تصل أيام رمضان لدرجة أن يبكي منها المرء بل كانت دائما أياما تشعرنا بالحب، بالرابط القوي الذي يصل الأحباب، فيصلنا بالخالق سبحانه...
رمضانات بالنسبة لي منذ عقلت إلى الآن تختلف باختلاف فتراتها، وأحيانا باختلاف عقليات من نعيش معهم نتيجة دروس الحياة أو نتيجة قدوم رمضان ما ونحن قد افتقدنا أحبابا كانوا معنا في رمضان سابق..
عندما كنت صغيرة جدا كنا نقضي رمضان وبالضبط وقت الإفطار في بيت جدي أحمد والد أبي وهو البيت الذي لا نحتاج أن نفتح الباب التي تأخذنا للشارع كي نصل إليه ولكن يكفي أن ننزل بعض الدرج لنكون هناك..
بعد فترة صار حضورنا هناك مجرد دعوة من الجد او العمات كما نكون قد دعوناهم من قبل..
ولابد كذلك أن نجتمع بأهلي أحباب ماما.. نجتمع كلنا في بيت واحد .. فمثلا ندعو إلى بيتنا جدي عبد الرحمن وجدتي وخالي محمد وخالاتي أمينة ونعيمة وابنا خالتي نزهة رحمها الله.. فنتناول الإفطار ونظل مجتمعين.. يخرج الرجال لأداء صلاة العشاء والتراويح بالمسجد بينما غالبا ما نصلي نحن في البيت.. ونحضر الشاي مع الزميتة والقهوة لعشاقها أيضا.. يعود المصلون.. نستانس قليلا ونتسامر ثم نتناول العشاء.. وقبل مغادرة المدعويين يكون الاتفاق قد تم على موعد آخر ببيت آخر...
( يتبع..) حتى لا تملوا هيهيهيهي وتتشوقوا للمتابعة.. هيهيهيهي