رد: الحب في زمن كوفيد19
تتوقف ريم بعد ذلك عن مواصلة الحديث، تظل تلعب بهاتفها.. تقلبه من صفحة فايسبوكية إلى واتساب في ملل، وتقرر أخيرا أن تر بعض الصور بالهاتف لتؤرخ الذكريات.. فهاهي مع إبراهيم في حديقة ألعاب، وها هي مع زوجها بالبيضاء وهما يجلسان بالمقهى.. تذكر أنها بهذه الصورة قد أقنعها بالجلوس على كرسي من الكراسي الموضوعة بالرصيف، مع أنها تكره ذلك، متعللا بأنه لا يعرف البيضاء كثيرا وأنهما قد يتوهان في الطريق إن ظل يبحث لها عن مقهى به فضاء يمنع فيه التدخين، وهو لا يستطيع الآن أن يتابع يومه دون أن يتناول قهوته.. pressé ..
يأخذ جريدة من الداخل.. يحاول أن يملأ الشبكة.. تحتسي هي العصير الذي طلبه له في ثلاث رشفات سريعة.. وتترك له شيئا منه كي يتذوقه أيضا وإلا أسمعها مالا يسمع من لوم .. تطلب منه أن يسرع لينهضا من هذا المكان.. تكاد تختنق ، لكنه يطلب منها أن تصبر قليلا.. تلهي نفسها بمحاولة مساعدته على ملء الشبكة لكنها لا تتحمل فتطلب منه أن يسمح لها بالقيام لتقوم بجولة خفيفة قريبة ريثما ينهي، ويسمح لها، تغيب ربع ساعة ثم تتصل به:
_ أأنهيت؟
_ ليس بعد؛ أقرأ الجريدة..
بعد حين تعود إليه، يعتدل في جلسته ويطلب منها أن تأخذ له صورة، فتفعل ثم يطلب منها أن تجلس بجانبه فيقول لأحد المارين، بعد أن يعطيه هاتفه:
_ من فضلك، خذ لنا صورة.. ستضغط فقط هنا..
ويأخذ الرجل صورة فيسأله عبد الرحيم أن يأخذ ثانية وثالثة حتى يختار أحسن الصور، ثم يشكره ويغادر الرجل.. تقف ريم متأهبة للذهاب...
_ هيا نذهب
_ انتظري.. ألا تريدين رؤية الصور
_ في الطريق.. ليس هنا لقد اختنقت.. أووف اختنقت.. ثم تصيح غضبا؛ ماهذا العجب الذي يدخنه هؤلاء وتسعل بقوة فتترك المكان ويبحث عبد الرحيم بعد ذلك عنها، لا يجدها.. ثم يتصل بها ويتم اللقاء ومن بعده عتاب متبادل..
يستفيق إبراهيم:
_ ماما .. مساء النور؛ لم تنامي؟
_ لا .. أنتظرك حبيبي حتى نقوم بما اتفقنا عليه معا
_ استيفظ بابا..
_ هو لا يستيقظ الآن يا قطي.. مازال في الوقت متسع كي يستفيق لهذه الحياة..
أعيدي ما قلته ريم؟! يبدو أن العدوى قد أصابتك.. فراشتي.. ريمي.. ظبيتي.. وتضيفين أنت قطي.. !!!
|