[محمد الصالح الجزائري]

سيّدة الزّجل وأميرته..الفضلى الأستاذة ليلى..جميلة هي زجليتك/التحفة..راقت لي أجواؤها الصّاخبة بالحركة..الأفعال المستعملة موحية بذلك الثقل ..ثقل المعاناة..المتمثلة في (الكونتراست) التضاد الرائع..لعبة الظل والنور..الحر والدفء..تضاد من رحم واحدة..مفاصل الزجلية قوية مترابطة ، لا نكاد نفصل بين مفاصلها..فالهندسة البنائية للنص نسيجها متين..إلا أنني لاحظت تخلّيك عن القافية (اللازمة) في نهاية بعض المقاطع..
المقطع الأول:
ما دْريتْ لَغْدَرْ
مَلْفُوفْ بُحُبْ حْوَلْ
يْهَدَّمْ لْحَايْطْ الثَّاْبتْ
مَنْ الْجْدَرْ
(لجدرْ)

المقطع الثاني:
مَا دْريتْ لْعْسَلْ
مَدْسُوسْ بْسَمْ بْكَمْ
يْرَيَّبْ اللّي دَاقُو
بْلَقْهَرْ
(لقهر)

المقطع الثالث:
شَفْتْ سَارَحْ السّْحَابْ
مْشَرَّكْ لْثَامْ النْعَاسْ
سَهْرَانْ يْعَدّْ النْجُومْ
تَحْتْ ضَيْ الْقَمَرْ
(لقمر)

المقطع الرابع:
بْعَيْنِي شَفْتُو بالنْهَارْ
شَنَّقْ سْبيبْ لَوْتَارْ
تَلَّفْ ميزانْ الْخَاطَرْ
سَيْفْطُو لَسْبيطارْ
(.......)

المقطع الخامس:
قُلْتْ نْطَبَّبْ لْعْلِيلْ
نْرَمَّمْ الْقَلبْ لَمْهَدَّمْ
نْسَنْدو بْسُورْ مْتِينْ
ما يْجَرْفو وَادْ حَامَلْ
بالْغَضَبْ مْعَمَّرْ
(معمّر)

المقطع السادس:
وُ شَفْتْ لَغْدرْ
بالَحْسيفَة مْشَّمَّرْ
جَايْ يَتْبَخْتَرْ
يَحْكي قَصْتُه
بمْدادْ لَفْخَرْ
(لفخر)

المقطع السابع:
مْسَحْ ظْلاَمُه
بْنُور الشَّمْسْ
وقَالْ مْعَاهَا نَشْرَقْ
بَعْدْمَا لْبَسْ
هَيْضُورَةْ لَفْجَرْ
(لفجر)

المقطع الثامن:
جَايْ يَعْتَرْ فْ جُلاَلُه
فَكْ رَاسُو مَنْ خْبَالُو
يْصْحَابْ الشَّمْسْ دْيَالُو
يْعْرَضْ عْليهَا هْبالُو
عَلْ الله تْشُوفْ مَنْ حَالُو
(........)

المقطع التاسع:
هَرْبَاتْ الشَّمْسْ بْلَجْبَرْ
مَنْ حَرّْ نَارْهَا نْجَّاتُو
خَافْتُو يْتَحْرَقْ
وَ يْوَلِّي جْمَرْ
(جمر)

المقطع العاشر:
غْضَبْ القَمَرْ
مَنْ عْذَابُو ثَارْ
مَا دَارِي لَلْحَرّْ اخْبَارْ
وُبْسْكَاتُو عَضْ فْ الصْبَرْ
(الصبر)

المقطع الحادي عشر:
عْلاَتْ الشَّمْسْ فْ سْمَاهَا
خْبَّاتْ نَارْهاَ في حْشَاهَا
تَرْقُبْ الْقَمَرْ مَن عْلاَهَا
بْنَظْرَة مَنْ بْعيدْ مَا احْلاَهَا
(........)

المقطع الثاني عشر:
كِيفْ تْخَافْ الشَّمْسْ عْلَى الْقَمَرْ؟
اللِّي مَنْ نُورْهَا شَعَّلْ ضَيُو وانْتَشرْ
واخْرَجْ فْ اللَّيْلْ يَفْضَخْ بْهَاهَا
هَازْ كْتَافُو بْلَفْخَرِ مْعَلٍّي راَسُو بْلَفْشرْ
(لفشر)
فحينما تغنّيت بالأبيات وجدت تلك المقاطع تحتاج إلى قفلة بنفس القافية..ولكن حين نقرأ الزجلية قراءة متواصلة لا نشعر بذلك..فأنا مثلا ، حين أعدت قراءتها وجدت في هذا المقطع بالذات جمالا هائلا وخطيرا:
عْلاَتْ الشَّمْسْ فْ سْمَاهَا
خْبَّاتْ نَارْهاَ في حْشَاهَا
تَرْقُبْ الْقَمَرْ مَن عْلاَهَا
بْنَظْرَة مَنْ بْعيدْ مَا احْلاَهَا
كِيفْ تْخَافْ الشَّمْسْ عْلَى الْقَمَرْ؟
وتلاحظين أنني سرقت من المقطع الموالي بيته الأول(كيف تخاف الشمس على القمر)
أسجّل إعجابي بحرفك..ويجوز للزجّال ما لا يجوز لغيره (ابتسامة)