عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 06 / 2020, 17 : 10 PM   رقم المشاركة : [61]
فتيحة لهلايلي
أستاذة وطالبة باحثة بسلك الدكتوراه تكتب الشعر
 





فتيحة لهلايلي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ورشة لكتابة القصة القصيرة جداً / راجية من الجميع المشاركة

مبادرة للإبداع في كتابة القصة القصيرة
اسمها قمر صرخت أول صرخة لها سنة أربع وتسعين تسعمائة وألف، لم تكن على دراية بما ينتظرها أو بما ستعيشه طيلة مسار حياتها. لديها أخ واحد وثلاث أخوات، كانت طفلة مشاكسة وعنيدة، إلا أن روحها مرحة ومفعمة بالحياة والتفاؤل، إلى أن بلغت من العمر سبع سنوات، لتجد نفسها على كرسي عقيم وساقين اثنين يلفهما السكون فلم تعد تقوى على الحراك... كان يوما صعبا جدا ... رغم أنها لا تتذكر المشهد المرعب جيدا. إلا أنها لم تتمكن من نسيان تلك الأيام القاسية التي قضتها في المستشفى... مرت ثلاثون يوما لم يغمض لها جفن، جراء تلك الآلام المتكالبة على جسدها النحيف...
اليوم كان يومها الأخير في المستشفى... استيقظت على وقع أقدام بجوار غرفتها. كانت عقارب الساعة تشير إلى السادسة صباحا. همت بتحسس ساقيها لبرهة إلا أنها لم تجد منهما ردا يشفي غليلها غير السكون... السكون... شعرت بغصة مرة في حلقها وانهارت قطرات الدموع من عينيها الذابلتين ثم نظرت إلى... اللاشيء..
دخلت الأم والساعة تشير إلى الساعة السابعة إلا ربع صباحا...همت بالجلوس إلى جانب ابنتها ونظرت إليها نظرة يأس وشجن دفين.
التفتت إلى النافذة المطلة على الحديقة قائلة (وهي تقاوم دموعها) آه ياابنتي هذا لم يكن في الحسبان...لو كنت أظن أن تلك السيارة اللعينة ستصدمك لما تركتك تلعبين خارج البيت... فلم يكن الرد من الإبنة المسكينة سوى الصمت...الصمت.
بقلم فتيحة لهلايلي
فتيحة لهلايلي غير متصل   رد مع اقتباس