الموضوع: رياض الأنس
عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 06 / 2020, 37 : 07 PM   رقم المشاركة : [221]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: رياض الأنس

بنيت مدينة وليلي على منحدر ضحل تحت جبل زرهون، تقف على تلال فوق وادي خومان (شومان). والذي يطل على سهل خصب متموج شمال مدينة مكناس الحديثة. وقد سكن الإنسان المنطقة المحيطة بوليلي على الأقل منذ العصر الحجري الحديث في أواخر الأطلنطي، قبل نحو 5000 سنة.
وجدت الحفريات الأثرية في الموقع قطع فخارية من العصر الحجري الحديث ذات تصميم مماثل لقطع وجدت في إيبيريا.
بحلول القرن الثالث قبل الميلاد، تواجد الفينيقيون هناك، كما يتضح من بقايا معبد للإله البوني ووجود قطع من الفخار والحجارة مكتوبة باللغة الفينيقية. أصول اسم المدينة غير معروفة ولكن قد يكون صيغة لاتينية من الكلمة الامازيغية واليلت، التي تعني الزنبق.
ينمو الزنبق على طول جانبي الوادي.

تقع المدينة داخل مملكة موريطينيا، التي أصبحت دولة عميلة رومانية بعد سقوط قرطاج في 146 قبل الميلاد. استمر التأثير البونيقي لفترة طويلة بعد ذلك، حيث احتفظ قضاة المدينة باللقب القرطاجي بعد فترة طويلة من انتهاء الحكم البونيقي.
جوبا الثاني من نوميديا صعد العرش الموريتطيني من قبل أوغسطس في 25 قبل الميلاد، ولفت انتباهه إلى بناء العاصمة الملكية في وليلي. تثقف في روما وتزوج من كليوباترا سيلين الثانية، ابنة مارك أنتوني وكليوباترا جوبا وابنه بطليموس كانوا ملوكا رومان تماما، على الرغم من أصلهم الامازيغي. وتفضيلهم للفن الروماني والهندسة المعمارية ينعكس بوضوح في تصميم المدينة.
ساهمت عدة ظروف طبيعية في استقرار الإنسان بهذا الموقع منذ عهد قديم لعل أهمها وفرة المياه (وادي الخمان ووادي فرطاسة) والأراضي الزراعية ومواد البناء (محاجر جبل زرهون) إضافة إلى إشراف المدينة على منطقة فلاحية خصبة.

ورد ذكر وليلي في عدة مصادر تاريخية، وقد كشفت الحفريات الأركيولوجية التي أقيمت بالموقع منذ بداية هذا القرن على عدة بنايات عمومية وخاصة. ومن الراجح أن الاستيطان به يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد كما تدل على ذلك إحدى النقائش البونيقية.

خلال فترة حكم الملك يوبا الثاني وابنه بطليموس الأمازيغي ما بين سنة 25 قبل الميلاد و40 م شهدت وليلي ازدهارا كبيرا أهلها لتصبح عاصمة لـ موريطانيا الطنجية بعد سنة 40 م، عرفت وليلي خلال فترة حكم الأباطرة الرومان تطورا كبيرا وحركية عمرانية تتجلى من خلال المعابد، والمحكمة والحمامات، وقوس النصر، وكذا المنازل المزينة بلوحات الفسيفساء ومعاصر الزيتون.
و كشفت الحفريات عن بنايات ضخمة ولقى أثرية مختلفة كالأواني الفخارية والأمفورات والنقود ومجموعة مهمة من المنحوثات الرخامية والبرونزية، تشكل جزءا مهما من معروضات المتحف الأثري بالرباط.
يضم موقع وليلي عدة بنايات عمومية شيدت في أغلبها من المواد المستخرجة من محاجر جبل زرهون، نذكر منها معبد الكابتول (سنة 217 م) وقوس النصر والمحكمة والساحة العمومية. كما تضم المدينة عدة أحياء سكنية تتميز بمنازلها الواسعة المزينة بلوحات الفسيفساء، نخص بالذكر منها الحي الشمالي الشرقي (منزل فينوس، منزل أعمال هرقل، قصر كورديان...) والحي الجنوبي (منزل أورفي). كما أبانت الحفريات الأثرية على آثار معاصر للزيتون ومطاحن للحبوب، وبقايا سور دفاعي شيد في عهد الإمبراطور مارك أوريل (168 -169 م)، يمتد على مسافة تناهز 2.35 كلم، تتخلله ثمانية أبواب وعدة أبراج للمراقبة.

يكتسي هذا الموقع طابعا خاصا سواء من حيث أهميته التاريخية والأركيولوجية أو السياحية، إذ يمثل أحد أهم المواقع الأثرية بالمغرب وأكثرها إقبالا من طرف الزوار.
في سنة 1997 م حظيت وليلي الأثرية بتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي.
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس