رد: رياض الأنس
لا أعلم من أقنع الناس أن الموتى يملكون الحيلة في الرزق والشفاء والعطاء ورفع البلاء حد إلغاء العقول ، وراح هذا يتمسح في الجدار ، وذاك يقبله ، وأخر يلمسه بيده ويمسح ملابسه تبركا .. واناس تشد الرحال إلى الولي الفلاني ، وأخرون يعدون الذبائح والقرابين إلى الولي العللاني ، والبعض يطوف ، والبعض ينادي ويبكي عند الضريح .. وقد عانيت كثيرا من تلك الفكرة التي سيطرت على شق من أعمامي بينما الشق الأخر كان يستنكر ويرفض المشاركة .. وللأسف الشديد كان والدي لفترة زمنية منجذب للشق المهتم والمصدق بحجة آية (وسلوا الله لي الوسيلة ) وقالوا أنها الوساطة وأنه يجوز أن نفعل ذلك مع الأولياء الصالحين ، بزعم قربهم من الله ، ولما ظهر عليهم من ظواهر تشهد بأن لهم كرامات ، وحاجات ومحتاجات .. ومضيت قرابة العشر سنوات أسافر وأعود وليس لي هم إلا أن أثبت لوالدي بأدلة الشرع ، والعقل والنقل ، أن ذلك ليس من السنة ، وأنه حتما بدعة شرطية لا يتبعها إلا من كان لا يملك العقل .. وكان دليلي الشرعي الأحاديث التي نهت عن طواف الأضرحة .. وعن اقول السلف ..وعن العقل الذي يقول أن الولي الصالح ما هو إلا انسان يصيب ويخطيء .. وبينه وبين الله حلوات لا يعلمها إلا الله وقد يكون البعض له من المعاصي ما الله يعلمها وما تلغي به ولايته عند الله والله كفيل بحسابنا .. وقد يكون صاحب الضريح في النار قد عاش منافقا ومات على النفاق .. وقد يكون وقد يكون ، حتى شعرت والحمد لله أن والدي أصابه النفور من تلك العادات السنوية التي وصلت لشد الرحال وترك كل ذلك تماما ونجحت معه لكن للأسف فشلت مع الأخرين برغم من صلاحهم وتقوتهم وطيب سيرتهم بين الناس وطيب خلقهم إلا أنهم هاوون بقتاعتهم في بئر تلك البدعة .. أسأل الله لهم وللذين على شاكلتهم الرد الجميل إلى سنة الله ورسوله وحسن الخاتمة ..
|