عرض مشاركة واحدة
قديم 27 / 06 / 2020, 23 : 03 AM   رقم المشاركة : [40]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

ظل التواصل هكذا بهذا الشكل لأيام معدودات، وحياتها مع زوجها لا تزيد إلا مللا، لكن ريم قررت منذ البداية أن تنجح في الحفاظ على البيت الذي صارت ملكة فيه.. ومع هذا التواصل المتكرر الذي لم يعد يوميا فقط وإنما صار يتم كلما سمح الوقت بذلك صباحا ومساء وأحيانا ليلا أيضا، غاب علي عن الفايسبوك وافتقدت ريم وروده التي يبعثها كل صباح وكل مساء وكل ليلة، افتقدت بحر كلماته وشموخ عباراته، فكانت هذه المرة هي من تسأل عنه، وكانت هذه هي أول مرة تبادر فيها ببعث الرسالة أولا:
_سلام عليك، أعتذر عن إزعاجك.. فقط لاحظت غيابك ووددت السؤال عنك..
أرجو أن تكون بخير..
انتظرت ريم ردا منه، ولكنه لم يفعل، تناست الأمر رغم أنها لم تنسه، ففي كل مرة تفتح الفايسيوك لترى إن ظهر السيد علي أو تفتح الميسانجر لترى إن كانت قد توصلت برسالة منه.. يتغيب عن الرد مدة طويلة تتجاوز ساعات وساعات، ربما أوشكت من اكتمال أربع وعشرين ساعة، أحستها من أطول فترات الانتظار يعد ذلك الغياب المفاجئ له، لتقرأ رسالته الوارة:
_ وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ريم..
أهلا بك.. عذرا، كنت منشغلا فقط ولدي بعض المشاكل التي جعلتني أفكر في الابتعاد عن هذا العالم الأزرق..
تثيرها عبارته الأخيرة ثم ترد:
آسفة إذن عن إزعاجك، وإن كنت تريد أن ترتاح من مشاكلك قليلا وتفضفض فمرحبا وأرجو ألا تعتبر الأمر فضولا.
_ شكرا ريم، ولكنها مشاكلي لا أحب أن أحكيها لأحد.
أحست ريم بأنها قد أهانت نفسها برسالتها له، وما استطاعت أن تجد له ردا سوى كلمة " آسفة" أقفلت خط النت بعدها، وعادت في ملل إلى ما كانت تقوم به من أعمال البيت، ثم نادت ابنها إلى الصالة وقد حملت الكثير من اللعب لتلعب معه ، فيركبان المكعبات، ويلعبان بدمى الحيوانات وهما يرددان أسماءها باللغتين العربية والفرنسية، ويغنيان معا.. لعلها تنسى إهانتها لنفسها، مساء أعلن هاتفها عن ورود رسالة من ميسانجر، فتحت؛ إنه هو مجددا، ماذا يريد هذا المغرور؟ هذا الذي من رؤيته بالصورة التي يضعها على متصفحه، يبدو مغرورا، مراوغا، .... لكن كلماته جعلتها تنسى أنها قد أهانت أو اذلت نفسها، فها أول مايكتب هو اعتذار:
أعتذر إن بدوت قاسيا ولكن لدي بعض المشاكل الشخصية التي لا أحب أن أزعج بها أحدا غيري..
صدقيني ريمي، بفضلك أنا هنا، فبعض الضغوطات التي أعيشها جعلتني أفكر في الابتعاد عن كل ما يسمى شبكات التواصال الاجتماعي.. ولكن قبولك صداقتي أعاد لي بعض الأمل والفرح والسرور.. لذلك أحببت أن تكوني أنثى حرفي ونحلتي وظبيتي... ولأجل ذلك أطلب منك ألا تناديني بسيد أو أستاذ ما دمنا صديقين..
_ وأنا أكرر لك اعتذاري وأسفي سيدي، أما عن هذه اللفظة الأخيرة فلا أتمكن من التحدث معك بدونها، فلفظتا أستاذ أو سيد هما رمز الاحترام..
_ مناداتي باسمي مجردا لا يمنع من احترامي أما اللفظتين فهما مجرد رسميات..
تحدثا كثيرا وهو يحاول إقناعها بألا تقول له سيد علي، أو أستاذ علي، وأخيرا قال لها:
_فقط نادني باسمي مجردا من أي صفة أو رمز أو...أو ... لتكتمل صداقتنا وأكون لك أستاذا وصديقا ووو وسي السيد إن شئت..
حاولت ريم أن تقنع نفسها برأيه،ولكن عبارته الأخيرة كانت مفاجئة، وجعلتها تتساءل ماذا يمكن أن يكون قاصدا بها؟! لعلها عبارة فقط خرجت ضمن الكلمات للإقناع وإثارة روح مرحة ...
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس