رد: الحب في زمن كوفيد19
ولكنها مع ذلك تجاهلتها في حوارها معه، وكأنها لم تنتبه، وهو كذلك تابع كلامه بكل تلقائية فكانت عبارة عابرة...
كانت تلك الليلة ستبيت مع صغيرها في بيت والديها... قضت وقتها ممتعا مع أهلها بعد أن كانت في شوق لهم. وفي الصباح عندما شكرت عليا على وروده مجددا ، وقد قالت له إن جمال هذه الورود يجعلها تراها حقيقية فتستنشق عبيرها، وأنها بفضل وروده تجد نفسها في حديقة غناء أو في بستان مليء أزهارا، فقال:
_ إذن أنت تحبين الورود كثيرا
_ لا أعتقد أن أنثى بالعالم لا تحب الورود والشوكولا.. ويمكن أن تجد الجواب إن تأملت ابنتك مثلا أو زوجك..
_ ابنتي فعلا تحب الشوكولا كثيرا، وبما أنك تحبينها أيضا، وبما أنك صديقتي الآن، صار من الواجب علي أن أقدم لك شوكولاتة أيضا، وإن لقيتك ألقاك بالورد والشوكولا
_ هيهيهيهيههييه أضحكتني شكرا ..
_ تستحقين كل خير صديقتي ريمي وظبيتي ..
ثم يضع ذلك الوجه الأصفر الباسم، وريم ترد عليه وهي تلاحظ أنه تحدث عن حب ابنته للورد والشوكولا ولم يشر إلى زوجه، فتتذكر أنها مرة كانت تحدثه فدعاها لزيارة " الداخلة" وأخبرها أن له خيمة ينصبها في منطقة مجاورة ويستمتع بالذهاب إليها كلما حن لقضاء أيام وحده والاختلاء بنفسه وكتبه وأوراقه، وقال لها إنه سيأخذها لخيمته ويطلعها على كتبه، أخبرته حينها أنها إن أتت فستكون مع زوجها وابنها، فرحب بهم ثم أردف أنه يحب أن تكون وحدها معه بالخيمة للاستمتاع بالكتب... تناقشا حينها حول قضية " وحدها" لكنه أقنعها بأنه لم يقصد الإساءة إليها، حينها دعته أيضا لفاس، وقالت له إن بإمكانه أن يأتي مع زوجه وابنيه إن شاء أيضا لكنه كان يلح هلى سؤاله:
_ وإن أتيت وحدي ألن تقبلي استضافتي؟
كانت تستغرب أيضا، حاولت أن تظهر له أن زوجه ستكون مؤنسا لها إن هو خرج مع زوجها، وأنهم سيستمتعون جميعا وهم يتنقلون بين دروب وأزقة المدينة وشوارعها، وفي أحياء المدينة القديمة زدروبها ومعالمها... سيزورون جميعا أول جامعة في العالم، سيزرون ضريح المولى إدريس الثاني... و أماكن أخرى يعرفونها بحضورهم.. وعلي يصر على أنه إن أتى فسيكون وحده، حينها وبعد تفكير في الأمر قالت:
_ قرأت لك مؤخرا قصيدتك التي تم نشرها بإحدى الجرائد، ولاحظت فيها إشارة أنك تستشف حبا جديدا شعرت بإرهاصاته قبل أن يأت، مع أنك كنت فاقدا الأمل في أن تحب مجددا بعد حبك العظيم الذي خبا، ماذا تقصد بذلك؟ وما محل أم الأبناء في هذا؟
هنا الشيء الوحيد الذي كانت متيقنة منه من أن أم الأبناء موجودة، وذلك بعد أن كان قد راودها شك في أن يكون قد فقدها بموت أو طلاق، لكن علي رفض أن يتحدث في الأمر، ووعدها أنه سيحاول إخبارها لاحقا، لأن الحديث في الموضوع يوجعه..
هذه الذكرى التي وردت بخاطر ريم جعلتها تنطق اسم علي مجردا من أي صفة كما يحب هو، وربما فعلت ذلك لإثارته حتى يحكي لها ما تريد أن تعرفه:
_ علي.. صرت تعرف عني تقريبا كل شيء، بينما أنا لا أعرف عن حياتك سوى أنك أب وأستاذ مادة التربية الإسلامية، وكاتب نصدر بعض كتاباته بمجلات وجرائد.. من أنت علي؟
_ وأخيرا .. وأخيرا اسمي وحده أحسه من شفتيك حلوا عسلا يطيب شربه..
شكرا ريمي وأنثى حرفي.. سأخبرك يا أميرتي أني ...( انتظريني لحظة وسأعود)
|