الموضوع
:
رواية تبحث عن مؤلف
عرض مشاركة واحدة
07 / 07 / 2020, 57 : 12 AM
رقم المشاركة : [
19
]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: رواية تبحث عن مؤلف
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
هبت نادرة لإستقبال زوجها والدموع تنهمر من عينيها .. دموع الفرح بلقائه
سالما ً معافى بعد أن فقدت الأمل بعودته إليها وإلى أطفاله الذين ما فتئوا
يسألونها كل صباح ومساء عن مصير والدهم ومتى يعود من سفرته التي طالت
وعن اشتياقهم الكبير وعن خوفهم الذي بدا يتسرب إليهم كل ليلة مع وحشة الظلام
كانت نادرة لا تعلم بماذا تجبهم عن اسئلتهم الحائرة والملحة ولكنها كانت دائما تطمئنهم بالوقت الذي كانت هي أحوج منهم
لهذا الإطمئنان .. كانت تطمئنهم وتعدهم بعودة والدهم بالقريب العاجل وها هو قد عاد
أينعم في القلب انكسار وفي العين دمعة حارقة ..
لكن المشوار لم ينته ولا بد أن يكمل المشوار
هكذا بدأ أمجد يفكر كيف يمكن أن تستقبله نادرة والأولاد.. ويتمنى لو أنه يستطيع العودة إلى بيته بسهولة .. لكنه تذكر كيف خرج من البيت دون أن يبالي بكلامها أو يهتم لنصائحها.. شعر بشيء من الندم يخالجه ..كيف سيتصرف الآن؟ ماذا سيفعل الآن؟ .. إلى من يلجأ؟
بدت دموع الرجل تنسكب على خده لؤلؤا.. ابتلت لحيته حتى بدأ شهيق بكائه يسمعه كل مار بجانبه .. يعتريه الندم ولم يجد حلا لكل ما يدور برأسه.. أيرجع إلى بيته بهذه السهولة..
توقف لحظة ثم قادته خطاه حيث قادته.. سار من جديد نحو مكان يجهله .. ومع ذلك تابع السير، أسيظل الرجل هكذا؟ أسيظل جاهلا طريقه؟ جاهلا حياته؟ يا ليته سمع كلام نادرة وهي تتوسل إليه! ترى ما الذي يمكن أن يكون قد حل بها؟ والأبناء! كيف هم الآن؟ ماذا يفعلون؟ هل بحث عنهم أحدهم؟ أم أن غيابهم قد أراحهم من الاعتناء بشخص مريض ومزعج.. كثير اللغط، كثير الصراخ والعويل..؟ أكيد ارتاحوا.. فلولا ذاك لتمكنوا من إيجاده حين كان بالمستشفى.. لابد أن أهله لو بحثوا عنه وسألوا عنه بمراكز الشرطة والمستشفيات لكانوا وجدوه حين كان مرميا بالمستشفى بعد الذي حصل به بالجبل..
خولة السعيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات خولة السعيد