[توفيق حمشاوي]

شكر خالص لجميع الاساتذة والأستاذات على مداخلاتهم الطيبة والشكرموصول لجنود الخفاء الساهرين على إنجاح هذا المنتدى من قريب أو بعيد :
تفاعلا مع مداخلة السادة الأساتذة وجوابا على بعض الأسئلة بخصوص التشبيه التمثيلي من غيره
فإذا عدنا إلى الدرس سنجد أن التشبيه التمثيل : أبلغ من غيره من التشابيه لما في وجهه من التفصيل الذي يحتاج إلى امعان فكر ، وتدقيق نظر ، وهو أعظم أثراً في المعاني : يرفع قدرها ، ويضاعف قواها في تحريك النفوس لها ، فان كان مدحاً كان أوقع ، أو ذمّا كان أوجع ، أو بُرهانا كان أسطع ، ومن ثم يحتاجُ اُلى كدّ الذهن في فهمه ، لاستخراج الصورة المنتزعة من أمور متعدِّدة ، حسية كانت أو غير حسية ( عقلية أو مجردة ) فلا يأخذ بصمة التمثيل إلا إذا كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد هذا باجماع علماء اللغة والدارسين.
أما إذا كان غير ذلك فهو تشبيه غير تمثيلي كونه مفردا حتى ولو كان متعدد الصفات، وخير وسيلة لتقريب المعنى هو ضرب المثال:
يقول امرؤ القيس:
وَلَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ ... عليَّ بأنواع الهُمومِ ليبتَلي
الناظر في هذا المثال وقد شبه امرؤ القيس الليل في ظلامه وهوْله بموج البحر، وأنَّ هذا الليل أرخَى حُجُبَهُ عليه مصحوبةً بالهموم والأحزان ليختبر صبْرَهُ وجلده. وإِذا تأملت وجْه الشبه فيه رأيتَ أنه صفةٌ أو صفاتٌ اشتركتْ بين شيئين ليس غيرُ، هي هنا اشتراكُ الليل وموجِ البحرِ في صفتين هما الظلمةُ والروعةُ. ويسمَّى وجه الشبه إذا كان كذلك مفردًا ليس منتزعا من متعدد، وكونه مفردًا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة، ويسمَّى التشبيهُ الذي يكون وجه الشَّبه فيه مفردا رغم تعدد الصفات: تشبيهاً غير تمثيل.
وشكرا لكم.