رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
7
لاترحل لدي الكثير لأقوله لك!
وتمضي السحب تائهة، لاشئ بجعبتي سوى دفتر قديم بصفحات صفراء، ورائحة حبرٍ تحفظ ما خطته الأيام في ذاكرتنا تأتي مع اقتراب الربيع برفقة ذوبان الثلوج، مع تبدد الريح، وهدوء العواصف، وانحسار موجات البرد، تستعد الأكواخ لاستقبال حكايات المصطافين، وتستعد الحياة للابتسام أنت أهم ما يأتي مع حضور الربيع.
أنتظر حضورك مع نسائم الوادي البعيد التي تورق مع استنشاق روائح عطر الجبال العاتية، ترويها الشلالات الثائرة من خلف القمم الغافية في أحضان السحاب المسافر عبر فصول الأيام المتوالية، أبتكر مختلف الحيل لألتقي رسمك فأحتفظ به بين ثنايا الأوراق التي فيها حفظت ذكراك، وأسترق السمع لخطواتك فأبتدع حيلة مصادفتك، أو أُخبئ كتاباً لأذهب إليك وأسألك هل صادفت كتابي الذي قرأته من عدة أيام؟ فتفاجأني بأنه تحت ملابسي وفيه وشوشات زهر النارنج وأريج الحقول التي حضنت خطواتنا ذات قُبل دافئة.
..وتضحك جدائل الشمس ساخرة من حيلي، وأخجل من قلة حيلتي لم أعد قادرة على خداع الدروب التي وطأتها قدميك فأوهمها بأنك العيد، وبأني أشتري هدايا العام الجديد لك وحدك، أرسلها مع عربات الأطفال المُذهبة يجرها جياد ستة تحط وسط الغابات المثلجة، تشع بهجة وتملأ العالم مرحاً وحبوراً.
تعيد لي طفولتي، وتوقظ في خاطري أغاني الأمس الحزين التي دغدغت القلب والعين حتى فاض دمعنا بحكايات وحكايات وحتى سهرت على ضفاف الوادي أغانينا التي صدح صداها بين أعمدة الحور، وتلال الزيزفون، وتعرجات الدروب المفضية للمنازل الريفية الغافية على طقطقات الخشب الملتهب، نغفو دفئاً ويديك تحضنان رأسي المثقل بهموم الطفولة وأشعار الصبا الجميل.
لاترحل هي كانت أُمنيتي التي أودعتها الضفاف الناعسة، حتى إشعار الفجر بالحضور، وإيقاظ القلوب الغافية على أمل الغد الأفضل الواعد بإغلاق نوافذ الإنتظار!تلك النوافذ التي تعبت من الانتظار حتى طاف النعاس على حوافيها فذبل ورد نيسان وتوغل الحزن في زواياها.
لاترحل هي أُغنيتي حتى يعدني الغد بقدومك، فأرسم فوق خدود الورد رسم لقلب هام بك حتى انتفض فرحاً لدى خفق الدروب بنبض حضورك، فتغنت البلابل وهجرت أوكارها بهجة بعودة المحبين لديار عشقت حضورهم.
|