رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
8
خشب البلوط والصندل حكاية عتيقة!
الضباب يلف الأفق المغيب عن الذاكرة، وحوريات الجن هجرت الأعالي لِتختبئ خلف أشجار البلوط والصندل الملتهب انتظاراً عل خطوات أحبة الأمس يعاودها الحنين فتتلهف لتسلق التلال، ومداعبة دروب الغابة البائسة التي ضجرت من حفيف الثواني فوق أوراق الأشجار المتساقطة تباعاً لتتكئ على حواف أشجار التوت العتيدة، وعند منحدرات الوديان التي يصدح بين تعرجات دروبها صدى أصواتهم وعواء الريح يعدو ليرتطم بهضاب المنحدرات تاركاً صيحة مدوية(نسيانهم محال).
هبت العواصف هوجاء، طاوية بزوابعها صورهم، بعشوائية ينتظم على إيقاعها نبض القلب لينشطر انتظاراً، هي لعبة الأيام التي لاتمل من تهميش القلوب النقية التي تنام لتحلم بالأمان، فتصحو بحالة اشتياق وطيفهم رسم مُقدر يطوف الجفون الناعسة، التي لاتُغمض إلا لتعانق صورهم!
ويدنو الوقت من وداع الشتاء! وتستعد الساعات لإيقاع فصل جديد من فصول حكايات اللقاءات العاصفة، تسافر الثواني وتحط الدقائق، وتسير عقارب الزمن، العجلات بحال دوران دائم وأنت زاد زمني الذي تعب من رنين الساعات معلنة على الدوام انتهاء الوقت، بينما قلبي متوقف على موعد حضورك هي حالة عايشتها سنوات، أن تأتي أولا تاتي الفراغ يسكنني بكلا الحالتين!
جلدتني ساعات الانتظار طويلاً على أعمدة الثواني المستسلمة لانصياع العقارب الدائرة تحتال على الأيام، تخدعها لتسرق من عينيها طيف من مر، سطر بالوقت عبارة مودة ثم عبر لأفق الذاكرة يعود مع الليالي المتلألئة نجوما ساهرة يطوف أحلامي واشتهي لقياه من جديد.
|