[رشيد الميموني]

حين يذكر البحر فإن ذلك يعني لي ذلك الجزء الثاني من عشق يجعلني أنسى نفسي وأنا أقف قبالته أو أغوص في أعماقه بالإضافة إلى الجزء الأول وهو الجبل الذي أهيم بين غاباته ووديانه .
حين أقف أمام البحر كل صباح والشمس تشرق في الأفق تتبادر إلى ذهني آيتان كريمتان فأرددهما بهمس :
"ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله"
"قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا"
صدق الله العظيم ..
البحر بالنسبة لي رفيق يجعلني أبوح بصمت فأحس به يفهمني ، وأرى في هديره حين يهيج وفي رقرقة موجياته على الشاطئ حين يهدأ صدى لما يعتلج في نفسي من أحاسيس تختلف حسب الظروف .. فأرى فيه فرحي وحزني وثورتي وغضبي واحس به بعبر بصدق عن تلك الأحاسيس .
البحر يلهمني الكثير مما اكتب وأحيانا أستفيق من شبه غيبوبة وأنا أكتب على الشاطئ فأحس بأني كنت أفعل ذلك وعيناي عالقتان بعرضه أتأمل زرقته الصافية وأحيانا دلافينه وهي تنط سعيدة بالجو الصيفي الرائق .
يمتعني أن أنطلق على ظهر مركب صيد تقليدي لأمخر عبابه متأملا أعماقه المنطوية على أسرار لا يعلمها إلا الله فأنتشي لذلك وتأخذني رغبة في الغوص فاستمع إلى صمت الأعماق وكأنها ترنيمة تسبح بحمد الله .
شكرا مرمر على طرحك هذا الموضوع للتعبير .
خالص محبتي لك