رد: ضوابط وأهمية النقد في المواقع الأدبية المتخصصة
جميل أن يفتح ملف كهذا للمناقشة وتفتح نوافذ الصراحة دون حرج .نقاط عدة تم ذكرها ولعلي أبدأ بمسألة الأحلاف و القرابة لأطمئن الأستاذ صبحي بأنه لاتجمعني بالسيدة ناهد شما و الشاب كنان سقيرق ولا أي مشرف أو بمشرفة في نور الأدب أي صلة دم أو قرابة و ما يجمعنا عدا الإحترام و التقدير والتآخي المبني عليهما هو هذا المنتدى أولأقل مجموعة منتديات نور الأدب .
النقطة الثانية تساء لت إن كان يحق لأي شخص أن يمنح نفسه لقب شاعر و سؤالي لحد الآن يبدو لي وجيها جدا وأنا كل يوم أرى أشخاصا يمنحون نفسهم هذا اللقب بسهولة و أنا أحمل للشعر و الشاعر صورة معينة .
يقول فكتور هيجو:
على الشاعر المتأثر بالظل و الزرقة ذي الروح الناعمة و الخلابة، ذي الإشعاع النقي، الذي يمشي أمام الجميع منيرا شك المترددين ..مستمعا للمفكرين ، للنساء، للحكماء ،للعشاق أن يصير رائعا في بعض الأوقات.
أحيانا نحلم مع كتاب الشاعر ،يجعلنا مافيه نذهل ونسكن ، نهدهد ونلامس ..
تجد الروح في كل خطوة فيه مايصنع شهدا
وفي كل أركانه المضيئة مايصنع نورا سماويا
وفي وسط الشعر المتواضع و الراقي
في ذلك السلام الذي تنبت فيه زهرة
وتجري فيه ينابيع و دموع
وتصير فيه الأبيات عصافير ملونة بألف لون تطير, تغني الحب والأمل والفرح
علينا أن نرتعش ونحن نرى بيتا ,شعريا, قويا مخيفا متجولا يباغتنا بزئيره
على الشاعر ببذوره الخصبة ،أن يكون مثل
الغابات الخضراء، المنتعشة ،العميقة
المليئة بالأغاني والحب و الرياح و الأشعة
أن يكون مثل الغابات الساحرة التي يباغتنا فيها أسد
الشعر خصوبة ورقة ورعشة وسحر..وكل ماقاله هيجو وأنا هكذا أرى الشعر رائعا و مؤثرا و مفاجئا ،ناعما منسابا ثم مباغتا ،يجعلنا نحلم و نحس يدعم شكنا بيقين أو يبعثنا على التأمل و التفكير نجد فيه أنفسنا و غيرنا..
في عصر كانت تعيش فيه فرنسا الطبقية والإستبداد و الظلم لم يحول شعراءها و مفكروها و أدباءها الأدب الفرنسي إلى"حديقة حيوان" واحد يقول عن رجل السلطة أنه "حمار" والآخر ينعته بالغراب أو يضع له رسم غوريلا أو غير ذلك لا..
لقد أشرق عصر الأنوار و المفكرون والشعراء يصبون حبرهم لينتقدوا الأوضاع بنشرواالوعي بين الناس بالحديث عن الأوضاع ورسم صورلما هو كائن وما يتوجب أن يكون عليه الإنسان و أي مستوى يجب أن يكون منشودا و مبتغى.
التحسيس بفظاعة الظلم لا يكون في الشعر أو الفن أو الأدب بسب و شتم قد ينفر القارئ منه بل برسم لوحات توقظ الحس و الضمير و تبقى رنانة حية في الوجدان يقول فكتور هيجو في قصيدته إمرأة قالت لي هذا وهربت:ا(لشاعريقول عن نفسه هو أنه هرب من هول ما سمع ومن شدة تأثره)
*إمرأة قالت لي هذا وهربت:"
إبنتي التي كانت ترضع من ثديي, كانت تصرخ وخفت أن يسمع صوتها
,تخيلها سيدي كان عمرها شهران , لم تكن لها قوة ذبابة !
حاولت بقبلاتي إغلاق فمها ، لكنها استمرت في الصراخ بصوت متعال
كانت تريد أن ترضع وأنا ليس عندي حليب
ليلة كاملة إنقضت هكذا وأنا أختبئ خلف باب مدخل
كنت أبكي ،و أرى لمعان البنادق
كانوا يريدون زوجي ليطلقوا عليه الرصاص
وفجأة في الصباح أمام نفس الباب المرعبة
توقفت الطفلة عن البكاء ، لقد ماتت ياسيدي
لمستها ياسيدي وكانت باردة
لم يعد مهما أن يقتلوني إن خرجت
خرجت كالمجنونة أركض ، الناس توجه لي الكلام وأنا لا أرد
لا أعرف إلى أين هربت ، لست أذكر أين توقفت
لكن بيدي حفرت حفرة تحت شجرة في مكان معزول ،وحيد، ووضعت ملاكي النائم على الأرض
الطفل الذي نرضعه صعب أن ندفنه يا سيدي. ..
صورة شعرية كهذه لا تثير ضد الظلم فقط إنها تؤرخ له و تعيش في سجلات الإنسانية دون سب أو شتم وبكل سمو وإبداع و عمق ورقي.
أرجو أن يكون قصدي وكلامي اتضح و أن نسمو بكلامنا و أدبنا و نسعى لتطوير أنفسنا و نقيمها بشكل صحيح وليس كل محب للشعر بإمكانه أن يكون شاعرا.
تحياتي للجميع
|