الموضوع
:
الحب في زمن كوفيد19
عرض مشاركة واحدة
03 / 08 / 2020, 27 : 02 PM
رقم المشاركة : [
51
]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: الحب في زمن كوفيد19
[/size]
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
ثم لتغالب ما شعرته وتتابع كلامها معه بقوة أشارت إلى أنها تحب قصيدة درويش تلك نغناة لكنها لا تحفظها لذلك حسبت أن بعض كلماتها من كلماته، فظل هو يتحدث عن حياة محمود درويش وبعض الأغاني التي أداها " مارسيل خليفة" من قصائد درويش، كما أخبرها أن هذا الشاعر المبدع في حب فلسطين والمتألق عشقا لفلسطين قد أحب فتاة يهودية تدعى ريتا وزل يتغنى بها في جل قصائده، بل ويذكرها مع قصائده الثورية النابضة بروح فلسطين.. القلب طبعا لا يشاور عندما يحب..
تذكرت هي حينها صوت مارسيل مرددا:
اسم ريتا
كان عيدا في فمي
جسم ريتا كان عرسا في دمي
...
أغلقت النت كعادتها غالبا دون استئذان، متأملة مع ذلك أن تعود فتجد منه رسالة تتلوها أخرى وأخرى وأخرى...
في الليل عندما فتحت وقد وضعت رأسها على الوسادة استعدادا للنوم، وجدته قد تابع كلامه عن الحب لدى درويش محاولا الانتقال للحب عند نزار لكنه لاحظ غيابها حينها فقال إنه سيتابع كلامه لو أنها عادت... وبينما هي تقرأ تلك الأسطر وصلتها رسالة منه بعد أن لاحظ أنها موجودة على الميسانجر.. وكالعادة بحر وورود ومساء الخير بأحلى العبارات...
ترد هي بكل برود مع ابتسامة قد ارتسمت على شفتيها فرحة برؤيتها لجمال البحر الذي تشتاق إليه وللورود..
تشكره بعد ذلك فيقول لها إنها لو كانت أمامه لأهداها ذلك الورد حقا ولكنه يشعر بأريجه وقد وصلها... تشكره مجددا وتفكر أنه شاعر وهكذا بالضرورة يجب أن يكون كلامه، لكنه يفاجئها
تابعا حديثهما عن الشعراء.. وتبادلا الأشعار، انتقلا إلى الروائيين، فتبادلا عناوين بعض الروايات وأحيانا ملخصاتها أيضا، خاصة عندما يجدان نفسيهما قد قرآ الرواية نفسها فأعجبا بها الإعجاب ذاته..
بعد حين والليل يأخذ من وقته كأنه مستقر على زمن واحد إذ لم يشعر أيهما بالنعاس، ومتعتهما تتواصل بتواصلهما.. أخذهما الحديث من جديد عن الأسر ، والمشاكل التي قد تنشأ داخلها.. فانفلت منه الكلام عن زوجه، شيء ما كان ينوي أن يحدث به أحد.. قال إنه كان يحب احترام علاقته معها دائما.. يصبر على انفعالاتها باستمرار.. وتحدث وتحدث وتحدث... ثم قال أخيرا.. لا أستطيع أن أسامحها الآن رغم محاولتي ذلك فقد كانت سببا مع بعض أفراد أسرتها في خلق نزاع حاد بين عائلتي وعائلتها تأثر منه ابناي أيضا .. لن أسامحهم مع أن قلبي معتاد على الصفح..
فاجأها انفعاله المباغت هذا، فقد عهدته طيبا بكلامه.. شاعرا بحس رقيق عال، كاتب خواطر تجيش مشاعر.. فأنى له أن يكون على هذه الحال؟!
وهو كلما تحدث عنها أكثر كلما بدت كلماته قاسية ومنفعلة أكثر.. كان يبدو أثر حدة الغضب على كلماته... فكانت ريم تحاول إطفاء ذلك الغضب، وتحاول إقناعه بأنه يمكن أن يكون قد أساء بها ظنا.. أو ربما كان ما حصل بدافع من بعض أفراد العائلتين، فكانت هي في الواجهة باعتبارها الأقرب إليه، يؤكد لها أنه لم يخطئ ظنه بها.. وأنها فعلا أساءت وكانت تصرفاتها منذ أكثر من خمس سنوات سببا في توتر العلاقة بينهما كزوجين حتى غدا الأمر بينهما .. غريبين في بيت واحد.. لا يتحدثان إلا لماما عند الضرورة القصوى أو أمام ابنيهما منذ نشأ الخلاف..
كانت ريم تقرأ كلماته وترثى لحاله ولحال امرأته، حيث اعتبرت أنها حتى لو كانت مسيئة فيجب أن يصفح عنها بعد مدة، لكن أن يصل الخلاف بينهما خمس سنوات، هذا ما استغربت له ريم..
قالت له : حاول أن تصالح زوجك، فمهما كان هي أم ابنيك، وأكيد أنها نادمة على ما بدا منها، ومن المؤكد أيضا أنها طلبت صفحك فلم تفعل..
لم ينكر أنها اعتذرت منه.. فحاولت ريم ببعض الكلمات أن تلين قلبه على زوجه، وسألته أن يردد على مسامعها أشعارا وأغنيات، فأجابها أن زوجه لا تبالي بذلك..
_ إذن اشتر لها شوكولاتة وورودا.. فكل أنثى عاشقة للشوكولا والورود..
_ إلا هي.. لا تهتم..
_ يبدو لك ذلك، قد تكون مخطئا، جرب وسترى سعادتها وفرحتها بفعلك.
- لا أستطيع
_ يا سيدي حاول، يقول أحد الشعراء:
وإني لألقى المرء أعلم أنه عدوي ...... وفي أحشائه الضغن كامن
فأمنحه بشرا فيرجع قلبه... سليما وقد ماتت لديه الضغائن
_شكرا ريم.. صدقا ارتحت بالحديث إليك الليلة..
آسف إن كنت أزعجتك بمشاكلي
خولة السعيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات خولة السعيد