04 / 08 / 2020, 54 : 01 PM
|
رقم المشاركة : [55]
|
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
|
رد: الحب في زمن كوفيد19
كانت ريم تتابع حديثه، وترأف لحاله، وتحاول مع ذلك نصحه وتوجيهه لما يمكن ام يغفله أي إنسان مهما كبر سنه وزادت ثقافته وهو في قمة غضبه، مع أنها تدرك جيدا أن الشخص حتى إذا سامح فقد يظل منكسرا ولا يستطيع أن يعود لسابق عهده، استطاب هو الكلام وأخذه الحديث إلى كلمة ذكرتها له ريم قبل أيام خطأ ورغم اعتذارها إلا أنه ظل يذكرها، أيعقل أن تكون قد أساءت إليه هي أيضا، فأخذت نصيبها من غضبه، وهل مع اعترافها بالخطإ الذي لولاه ما انتبهت إليه حيث كانت تكتب بسرعة وتضغط على أزرار الهاتف كأنها تحفظها وبدل أن تكتب " زوجك" كتبت: " زوجيك" ولم تنتبه لولا أن عليا رد عليها:
_ ولكني لا أملك غير زوج واحدة ريمي.
_ وهل قلت أنا إنك تملك أكثر من واحدة؟
_ انظري إلى كلامك الأخير
أكيد أدرك أن الأمر كان خطأ لم تنتبه إليه، لكن المؤكد هنا أن ريم أصبح وجهها كحبة فراولة وهي تشعر أن حرارتها تزيد ارتفاعا، ظلت تعتذر إلى أن أقفلت النت غير قادرة على مواصلة الحديث بعد أن أصبحت بلون أحمر الشفاه الذي قدم ابنها يسألها وهو يحمله بين يديه لمن هذا؟ فتقول ومازال الخجل باديا عليها رغم إغلاقها لكل وسائل التواصل:
_ هو لأختك.. لخالتك... لا أدري.. أين كان؟ .. أين وجدته؟ .. هاته..
علي الآن يعود ليعيد موضوع الزوجين مخبرا
ريم أنه لم يغضب لكنه كان متفاجئا إذ كان يريد إخبارها بشيء وكان مترددا، فعزم الآن على إخبارها أن سبب تفاجئه هو أنه رأى بحلمه أن ريم زوجه الثانية.. حاولت ألا تغلق ريم النت هذه المرة،وأن تحافظ على هدوئها وعدم تسرعها، لكن حديثا بسيطا بعد ذلك ولم تتحمل قالت:
_ إلى اللقاء.
ودون أن تنتظر منه ردا.. أغلقت النت..
في التواصل الموالي، طال الحديث بينهما لكن نهايته كانت مؤلمة، فقد أخبرها أنه يخشى أن تقطع علاقتها به بعدما ألفها، لذلك فهو يفكر في طريقة يلم بها رحيله ويهاجر إلى مكان آخر، لم تدر ريم كيف تسللت دمعتين على الخدين، حاولت إخفاءهما الذي لا يجلس بعيدا جدا عن مكان جلوسها، ماذا ستقول له إن رأى دمعها: ( أبكي لأن صديقي يستعد ليودع صداقتنا.. )؟ أخفت دموعها المتحجرة غي عينيها.. تحدث معها إبراهيم يسألها عن إزاره لأنه سينام.. فقامت تصرخ في أرجاء البيت باحثة عنه، وزاد صراخها إذ وجدته عند الزوج وهو غير مبال كجماد ليس هنا.. حاولت أن تهدئ من حالها ولكنها في لحظة غضب كتبت كلمة وداع لصديقها..
أرسل إليها معتذرا ومخبرا إياها أنه لم يكن ينو الرحيل الليلة إن هي إلا فكرة راودته خشية أن يسبب لها مشاكل في علاقتها الأسرية..
لكنها مع ذلك لم تحتمل، ودون أن تدري أخبرته بأنه تسبب لها في جرح وهي لا تستطيع كتم دموعها أكثر لذلك ستكتفي بآخر وداع في تلك اللحظة.
_ وداعا.
حاولت تهدئة نفسها كي لا يلاحظ صغيرها حزنها، فاتكأت بجانبه واستسلم هو للنوم بعد أن قرأ مع أمه بعض الآيات القرآنية.. واستسلمت هي بعده لبكاء صامت لم تعرف كيف نامت معه.
(يتبع)
|
|
|
|