عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 08 / 2020, 35 : 11 PM   رقم المشاركة : [63]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
صباح الغد، قامت كعادتها إلى روتينها المألوف الذي لم يكن قد غير منه شيئا إلا عليا الراحل.. كانت تتذكر تواصلاتهما ورسائل الصباح والمساء مرفقة بالورود والبحار والشمس تشرق أو تغيب، وهي سعيدة بتلك المناظر تشعرها كأنها هناك..
ما كان على ريم إلا أن تعود لرتابتها التي ألفتها ولم تألفها، وبما أنها ما تزال بين الفينة والأخرى تفتح صفحة الفايسبوك تلك التي من خلالها تعرفت على علي، فتحتها هذه المرة، وقرأت بعض ما جد فيها وأحست بدموعها ترغب في الانسياب من جديد وهي تغالبها ... ووجدت أناملها بعد ذلك تضغط على أزرار هاتفها تكتب:
يا خاطرتي لا تبكي..
فدموعي التي انهمرت ليلا تكفي
يا خاطرتي دعي الكلمات تنساب لوما
أو اتركيها تغلي بداخلي شوقا
على نار أشعلها الأسى
وأوقدها الجفاء لظى
يا خاطرتي لا تحسبي أن جمال الكلمات حليا
فالحلي مكر وخداع وتزييف
ارحلي خاطرتي وخذي الدموع معك
ارحلي عني دموعي وخذي خاطرتي معك
أو ابقي.. ابقي منسابة كما ينساب الماء من الصنبور عند فتحه... فقد فتحت الجروح..
ولتمتزج يا دمعي بدمي
كان علي كالمنتظر لكلمة منها،وكالذي قرأ الخاطرة أثناء الكتابة لا بعدها يرد مباشرة عليها:
أبعد الله عنك الحزن والأسى..
كلمات معبرة ومؤثرة
ثم انتقل بعد ذلك لينقل قصيدة من قصائده ينهى فيها حبيبته عن البكاء..
هي الأخرى قرأت قصيدته بمجرد تسجيلها، فضغطت على زر الإعجاب بها، دون أن تبدي رأيها فيها كالعادة لأنها لم تكن تجد الكلمات المعبرة، فالكلمات صارت تأتيها حيب حالتها هي، لذلك حضرتها بعضها كعتاب ولوم له، لكنها لم تأذن لأناملها بنقلها، أرادت أن تقول له:
أنت سبب دمعاتي وحزني لكنها تراجعت عن ذلك، فكيف لها أن تخبره؟! ومع ذلك فلولا أنه أدرك الأمر ما نقل قصيدته الأخيرة التي حصدت في ثلاث دقائق العشرات من الإعجابات وعدد من التعليقات.. أكثر مما حصدته خاطرة ريم.
وإذ تنشغل هي ببعض أمور البيت مساء تنتبه إلى أن رسالة واردة لديها.. تفتح، هي من علي، ألم يقرر الرحيل هذا؟ لماذا عاد؟ وبرسائله قد جاء؟
كالعادة التي تروقها ... صور ورد وبحر ، وجبل يقول مساء الخير.....
_ هل تقبلين اعتذاري، أنا آسف..
لم ترد وكأنها تتأكد من رؤيتها للصور والكلمات.. زارتها الدموع من جديد، فلم تدر بأي الكلمات تجيب..
_هل تقبلين أن نعود أصدقاء كما كنا؟ ألفت الحديث إليك واعتدته.. ممكن؟
_ مرحبا..
لم تزد عليها حرفا، فهي لم تعرف ماذا ستقول بعدما دار بينهما من حوار وداع أمس وهو يقول لها أخشى أن أسبب لك مشاكل بأسرتك لهذا أفكر بقرار الانصراف عن عالمك.. لم يعود الآن؟ لم يعد يخشى ذلك؟.. ولا كلمة.. لا ترد... ظلت تتأمل كلماته الجديدة، وقصيدته، وتسترجع حوار أمس... ثم وضعت الهاتف جانبا، بينما هو لم يمل من عدم ردها
ف....

فأرسل لها رابطا علها تضغط عليه فتستأنس برسالته .. هديته..
https://youtu.be/6v5FFKOzMhI
ولما أدرك أنها لابد ضغطت على الرابط وأنها تستمع للأغنية.. قام بالاستماع إليها في نفس الوقت، ليرسل لها عند نهاية الأغنية رابطا آخر، دون أن ينتظر منها كلاما
https://youtu.be/E86TaMgXRKM
وبنفس الطريقة، عند نهاية الأغنية الآن، يكتب يسألها إن كانت قد سامحته، فترد تحيته ثم تبشره أنها سامحت، وهي تتذكر أن الزهور أول ما استقبلها به هذا المساء فكيف ترده دون صفح وقد حمل الزهور إليها؟!...
طال الحديث.. وعادت الابتسامات والضحكات...
ولما أنهت حديثها معه وجدته قد كتب على الصفحة حيث اللقاء الأول
أميرتي لا تجزعي
ودعيني من دموعك أرتوي
حتى تجف فتنقضي
فلم تخلق عيناك للبكاء
إن الدموع لا تليق بأعين الظباء
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس