[عبد الغفور مغوار]

يسرني و يشرفني أن أطل عليكم بعد غياب بهذه المحاولة في ذكرى وفاة الشاعر الملم الكبير محمود درويش
لن تنسى ( في رثاء محمود درويش)

لن تنسى فأنت تعيش هنا
في ما بيننا
تتنفس دخان حرائقنا
تتذوق كل المرارات في
قنوات اليأس الرسمية
تشهد يأسنا
مثلنا و كأنك حي والحي
أنت ونحن الموتى العابرون
كيف تُنسى
يا طائر الفينيق الأنيق
قد هجرت جرائدنا
ربما أقلعت عن التدخين
ربما تحتضن إلى الآن وردا أقل
بين الريح و الثلج والتوق
ولكنك أنت المقيم
موتك عابر
لن تنسى ولن تفنى
قد رسمت لنصر القضية ألف طريق
ما سبقت للمعمعة خطى
قبل خطاك
بالشعر فارس أنت همام
منك تعلمنا القريض
وسوس القوافي
والفروسية الراقية
لن تنسى رؤانا من بعض رؤاك
والكلام عن السلم والنصر والأمل..
من مقاماتك الخالدة
لا زلنا نتعقب آثاره في الحكاية
سيضيء لنا التاريخ والسير إلى الأبدية
لن تُنسى
لست شخصية نص بلا أبجدية
كي تنسى
لا زلت تمشي على هدي هذي القضية
أجل أنت مليك الصدى والبوح
وعروشك جوهر كل النصوص وكل الأحاسيس نم
على أرصفة عواطفنا
نم قرير العين على
شطآن جداول دموعنا
أنت الخبر .. واللحن الأبدي
نم رؤانا حدائقك الباقية
في الوطن وفي المنفى
إني أسمع مدحك
لظلالها الزاهية
إني أشهد أنك حر وطليق رقيق
لا لا لن ولن تنسى ....