عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 08 / 2020, 22 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

ماذا تبقى من كلام والألم قد جرح الروح؟

تسألني عزة لم أغيب؟ وتسألني أن أعود ..
أرجع؟
أرجع لأقول ماذا؟
بأي الكلمات آتي إلى هنا والألم قد أوجعها فأبكاها؟
وأي الكلمات تخط بدماء أحرفها العبارات، والألم قد اعتصر القلب، فأصابه بذبحة ظاهرة خفية،

لا تشهقي .. إذا قرأت الخبر المثير في الجرائد اليوميه
قد يشعر الحصان بالإرهاق يا حبيبتي
تماسكي.. في هذه الساعات يا حبيبتي
فعندما يقرر الشاعر أن يثقب بالحروف..
جلد الكرة الأرضيه.
وأن يكون قلبه تفاحةً
يقضمها الأطفال في الأزقة الشعبيه..
وعندما يحاول الشاعر أن يجعل من أشعاره
أرغفةً.. يأكلها الجياع للخبز وللحريه
فلن يكون الموت أمراً طارئاً..
لأن من يكتب يا حبيبتي..
يحمل في أوراقه ذبحته القلبيه..
أرجوك أن تبتسمي.. أرجوك أن تبتسمي..
فذبحة الشاعر ليست أبداً قضيةً شخصيه
أليس يكفي أنني تركت للأطفال بعدي لغةً
وأنني تركت للعشاق أبجديه..
أغطيتي بيضاء..
والوقت، والساعات، والأيام كلها بيضاء
وأوجه الممرضات حولي كتبٌ أوراقها بيضاء
فهل من الممكن يا حبيبتي؟
أن تضعي شيئاً من الأحمر فوق الشفة الملساء
فمنذ شهرٍ وأنا.. أحلم كالأطفال أن تزورني
فراشةٌ كبيرةٌ حمراء..
أطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلام...
أطلب أيامي التي ليس لها أيام
أسألهم برشامةً تدخلني في عالم الأحلام
حتى حبوب النوم قد تعودت مثلي على الصحو.. فلا تنام..
ما يفعل المشتاق يا حبيبتي في هذه الزنزانة الفرديه
وبيننا الأبواب ، والحراس، والأوامر العرفيه..
وبيننا أكثر من عشرين ألف سنةٍ ضوئيه..
ما يفعله المشتاق للحب، وللعزف على الأنامل العاجيه
والقلب لا يزال في الإقامة الجبريه..
لا تشعري بالذنب يا صغيرتي.. لا تشعري
وصية الطبيب لي:
أن لا أقول شعرا
ولا أرى عينيك عاما كاملا
ولا أرى تحولات البحرفي العين البنفسجية
الله.. كم تضحكني الوصية
القلب صار مني ريشة تطير في الهواء، لم يعد يتحمل أوجاع العالم، لطالما وضعت قطنا على أذني كي لا أسمع خبرا يؤلمني فتسقي العين بدمعها سريعا الخد، ويزداد الارتواء إذ أفتح عيني بعدما كنت أتعمد إغماضهما كي لا أرى العالم، فينساب من العين إلى الخد إلى العنق إلى ما تحت ذلك ولا ينقطع.
كيف إذن تنسج الكلمات في مثل هذه الحال؟ وقد فتحت الأعين و الآذان على ما يشعل القلب اشتعالا فيجعله مرفأ منفجرا، ويزلزل الروح، لتشتاق لروحها، وتَفَقُّد أنفاسها ويغيب الأحباب فيختارون فرقة وهجرة، ثم تسمع هذا مات بعيدا عن أهله، وهذا هزته السيدة كورونا ورضخت جسده الواهي أرضا، تزداد دموع أهالي الأسر فتعوض الجفاف الذي قد أصاب العالم،...
ياإلهي/ فيضان هنا، هزة أرضية هنا، حرائق هناك، وانفجار هاهنا، كوارث حلت فالتآلف غيبت.. فاجعة، جائحة، ... كل الكوارث يتشاركها العالم باستسلام وانصياع، لم تكف الحروب، لم تكف النزاعات، لم تكف ولم يكف شيء ولم يتعانق الأحباب........
ماذا أقول...؟
ماذا تبقى لي أن أقول والألم أوجع الروح وأوهن القلب وأضعف الجسد؟....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس