عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 08 / 2020, 50 : 09 PM   رقم المشاركة : [68]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
كانت ريم قد عادت لها ابتسامتها، بعد عودة اتصالها بصديقها علي، ومع ذلك كانت أحيانا تقلص من مدة تواصلها معه كي لا يفكر من جديد فيما فكر به من قبل، وكي يستمر التواصل نبيلا شريفا رغم ما شابه من دقات حب وهمسات من علي لم تكن ريم لتصدقها، وهي تتحدث إلى أستاذ يبدو الجميع يحترمه على صفحته بالفايسبوك وعلى الصفحة حيث اللقاء الأول، استأنست فعلا بالتواصل معه والحديث إليه، ووجدت فيه مؤنسا لم تلقه فيمن هم أقرب لها بأرض الواقع، لدرجة أنها كانت تجده يشبهها في كثير من الأمور من حيث الأفكار والتصرفات والأقوال والأفعال.... حتى إنهما فكرا معا وبوقت واحد مازحين إذ كتب كل منهما للآخر باللحظة نفسها:
_ يبدو أننا كنا نعرف بعضنا أو ربما كانت بيننا علاقة قرابة ما في زمن سابق، فأرواحنا أكيد قد تم لقاؤها من قبل...
ريم، وهي تحاول ألا تفقد صداقتها بعلي الذي أظهر لها حبا خفيا، وهي تقنع نفسها أن ما يعبر به لها مجرد قول شاعر ليس إلا، وإنسان يحتاج لبعض عطف كي يعود إلى حياته الطبعية مع أهله بعدما شحنه خصام ونزاع لم يلبث أن فرق بين جمال العلاقة فجعلها صورة واهية تساقط أوراق حياتها شيئا فشيئا، عليها هي أن تجعل القلوب متآلفة ولو بتواصلها مع علي وحده وإقناعه بأن الحياة التي قضاها من قبل مع أهله لابد أن تصفو وتعود أفضل مما كانت عليه.
وكان شوقها للحديث مع علي يجعلها تسرع في كل ما تقوم به من أشغال وأعمال كي تفتح الميسانجر بسرعة فتكون معه على تواصل، وكانت دائما تحاول أيضا أن توثق رابط العلاقة بينها وبين عبد الرحيم، تحاول أن تجعل منه صورة جزئية من علي، تحاول من قبل أن يكون علي أن تجعل منه رجلا كما تحب أن تر الرجال، فهي لم تتزوجه حبا له وإنما كان الجميع ينصحها بأن تتزوج شخصا يحبها كي تكون مدللته أفضل من أن تتزوج عن حب، خاصة و أن أولئك الناصحين كانوا يعرفون أن مثل ريم لا تملك قلبا يحب الرجال، فريم لم تقبل يوما بصداقة شاب أو مصاحبته... كثيرا ما كان زوجها يقول لها:
_ أنت تريدين الانتقام من الرجال؛ لا أعرف لأي شيء، لكن الانتقام يتم من خلالي أنا.
لم يكن عبد الرحيم يرد بالا لمناسبات أعياد الميلاد أو غيرها من المناسبات التي يمكن تبادل الهدايا، ولكنها علمته كيف يفعل، لا يعرف كيف يلبس لباسا أنيقا إلا باختيارها حتى صار أخيرا يعرف أيضا كيف يفعل، ومع ذلك كان يثير غضبها أحيانا لدرجة البكاء الذي قد يطول زمنه فتهيجه هي أكثر مما فعل بها، ببعض الكلمات، قالت له مرة وهي تحس بمرارة: " أنت لست رجلا" ، وإذ أحست بشغفها بالتواصل مع علي قالت لزوجها مرة كأنها.....

كأنها تتوسل إليه ألا يجعلها تضيع في متاهات حب تحسه مرفرفا حولها ومن تحتها ومن فوقها وبين جنبيها:
_ كم أشتاق لأن آخذ منك وردا.. أتنسم عبيره وأنت تقول لي...

لكنه ند عن ضحكة سخرية واستهزاء وكلمة كانت كخنجر ندت بعدها هي عن دمعة فقد قال وهي تتأمل فيه خيرا وتنتظر حسن الكلام وتقبلا لطلبها
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس