عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 08 / 2020, 49 : 06 AM   رقم المشاركة : [77]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
بقيتما على حالكما، تتبادلان الكلمات الحلوة الجميلة حول حبكما، كنتما معا روحا واحدة تطير في المكان والزمان متعانقة مع ذاتها، وجسدين متباعدين يتعانقان في صور الخيال.. صار علي يطلب منك في كل مرة بإلحاح أن يرى صورة لك لأن الصورة الوحيدة على الفايسبوك كنت تبدين بها أصغر سنا، وفعلا كان قد مر عليها ما يناهز نصف عمرك، ومع ذلك تغزل بشفتيك اللتين بدتا له كوردة قرمزية، كنبع سلسبيل، ككرز حلو متفتح؛ لكنه كان يقطر الكلام عليك عسلا بكل تواصل كي يخبرك كل مرة بولعه بشفتيك اللتين كانتا أول ما أثار انتباهه، فعرفك ببسمة منهما مؤكدا لقلبه أنه من المستحيل ألا تكوني ريم التي هزته بكلماتها التي لابد أنها تداعب شفتيها هاتين وهي تكتبها، وأما العينين فنظرتهما كما قال لك علي؛ لص سرق قلبه فأجبره أن يتأمل الملامح كلها؛ وألا يبعد نظره عن صورتك التي احتفظ بها في مكتب حاسوبه...
بعد إلحاح منه في أن يرى صورة حديثة لك وقد كنت مترددة إذ تفكرين في عواقب ذلك، أقنعك الحب بأن مثله؛ رجل؛ أب؛ أستاذ التربية الإسلامية؛ حاج؛ وحبيب ومحب لا يمكن أبدا أن يؤذيك، فأرسلت له صورتك تحملين ابنك بين يديك، لكنه طلب صورة لحظية آنية لك وحدك، ثم ترددت أيضا لترسليها أخيرا، بعد أن أخذت بنفسك صورة لك..
يسعد علي بالصور فيكتب شعرا، وخواطر، ويرسم كلمات ملونة ومزخرفة، ثم يحس من جديد أن الصور وحدها لا تكفي، فيطلب رؤية ريم مباشرة عبر اتصال خاص وتفعل.. فتراه هي لأول مرة، ويراها هو وابتسامته تطير في الهواء إليها، يتبادلان النظرات والابتسامات، يشعر هو أن ابتسامته هكذا وهي تنظر إليه بعينيها مباشرة تداعبه، تلامسه، وتحفر شغاف قلبه، يقول لها: أنت أميرتي وملكة حبي ، أنت سلطانة قلبي وأنت.... وأنت .... وأنت... يشبهها بقطرة الندى فتذكرها بأغنية سمعت بعضا من كلماتها مرة وحفظت لازمتها، فأخبرته بها، وعرفها، فبحث عن رابطها مباشرة وأرسله لها.
https://youtu.be/zP4ny3VnEwA
حدث أن تأخرت عنه مرة بالحديث ليلا، وانتظرها صباحا أيضا لكنها لم تكلمه إلا مساء، أخبرته أنها تشاجرت مع زوجها لذلك لم تستطع أن تتواصل معه، خشي أن يكون هو سبب ذلك فأكدت له أنه بعيد عن الأمر ولا علاقة له به، فهي مهما كان تزوجت لتكون ربة بيت، وعزمت على أن تحافظ على هذا البيت، كان زوجها قد ضجر من بعض ما يجمعهما من حياة وكانت هي مكرهة لا تستطيع أن تمنحه كل ما يريد ما دام لم يتمكن من أن ينال قلبها، ما تقدمه من واجب له دائما كانت تعتبره مفروضا عليها باعتبارها زوجا وعليها أن تتحمل مسؤولية توقيعها على ورقة عقد الزواج، بدأ علي ينصحها حينها كأنه أب لا حبيب، ينصحها في كيفية التعامل معه وتليين الوضع بينهما، أخبرته أنه خرج من البيت منذ الصباح رغم الحجر الصحي ولم يعر اتصالاتها اهتماما، لكنها أرسلت له رسائل تحثه فيها على العودة إلى بيته.
المشكل هو أن ريم وجهت له كتلة من الرسائل وقد ركبها الغضب خاصة وأنها لم تواجهه إلا بالصمت حين كان يصرخ هو بكل أرجاء البيت ويرمي بويلاته أمام الصغير، واستطاعت ريم أن تتغلب على دمعاتها هذه المرة، لكنها انسابت مباشرة بعد خروجه، فأخذت هاتفها ترسل له لوما وعتابا، تعلن له إخفاقها في محاولة حبه منذ سنين مع أنه كان يعرف أنها لم تتزوجه عن حب، وحتى بعد الزواج كثيرا ما رددت له عبارة : " أنا لا أحبك" وسكتت عنها بعد زمن رغم أنها لم تحس بعكسها احتراما لحبه هو لها، فلماذا لم تستطع حبه؟ لم تتمكن من ذلك... حاولت، لكن الحب لا يفرض ولا يُعَلَّم أو يلقن أو يتم التدريب عليه، الحب يفاجئ، الحب يباغت، الحب يأتي هكذا؛ ينزل من لا مكان فيحط كنحلة تلسع وردة القلب...
ولم يا ريم أحببت علي؟ وتشبثت بحبه حتى بعدما أخبرك فيما بعد عن تجاربه التي لا تعد في الحب، وتجاربه التي لا تحصى في ممارسة الحب، بل أحيانا كان يرسم لك تفاصيل علاقاته وكنت تقرئينها في صمت.. يا ريم ما الذي دهاك؟ كنت تأملين الزواج بشخص يقارب سنك ولم يحب غيرك، ولم تكن له تجارب سابقة فتحقق مرادك لكنك يا ريم ... لم تحبي هذا الإنسان الذي انتظرته.
أحيانا كانت ريم تتساءل ما الذنب الذي اقترفته بحياتها حتى وجدت نفسها تعيش على هذه الحال، وهي التي كانت دائما تسعى لطاعة ربها حتى إن كل أهلها كانوا يتخذونها قدوة منذ صغر سنها في أمور عديدة، و الأكثر من ذلك أنهم إن أرادوا أن يتحقق لهم شيء ما لا ينسوا أن يطلبوا من ريم الدعاء لهم كأنها ولي من أولياء الله، حتى أصدقاؤها، بل كل من عرفها كانت تلك نظرتهم إليها، ترى كيف سيرونها الآن بعد هذه الخيانة؟ تتساءل أكانت مساعدتها لبعض صديقاتها قبل زمن وقد التجأن إليها وهن يعرفن أنها البعيدة عن العلاقات مع الجنس الآخر كي تساعدهن في التخلص من هذا أو ذاك؛ يبحن لها بأسرارهن، ويرسلن لها رسائل هذا أو ذاك لتبعث لهن بالرد المناسب الذي يمكن أن يجعلهن يتخلصن منهم، أو قد تقف وجها لوجه مهددة أحدهم وقد سبب لصديقتها أذى ما، ودون أن تسمع منه شيئا يكون هو قد اكتفى بالاعتذار لريم معلنا احترامه لها، ترى أيمكن أن يكون أحدهم أو بعضهم أو كلهم دعا عليك يا ريم؟؟؟
تذكرين يا ريم حين أخبرت علي بأنك صرت تؤدين فريضة الصلاة وأنت خجلى من الإله رغم أنك بفضل علي أصبحت تصلين جل الصلوات بوقتها دون تأخير اقتداء بحبيبك...؟
تذكرين حين قلت له إنك ما عدت تستطيعين رفع كفيك للدعاء، لأنك ما عدت تعرفين كيف يمكنك الدعاء وأنت نفسك ترين ذاتك قد اقترفت ذنبا؟ أصبحت غدارة.. خائنة.. منافقة...
تذكرين ماذا قال لك حينها؟ قال لك:
" قولي: اللهم اجمعني بحبيبي"
كان الوقت ليلا حينها، ظللت تنظرين إلى العبارة وأنت تفكرين في علاقتك بزوجك... علاقتك بعلي .. علاقتك بالله.
ثم قلت لعلي:
" تصبح على خير"
وكان علي يتحدث مع ريم ذات مرة عن حبه لها، وكيف يتمنى أن يأخذها من يدها ويجرها لتعيش معه حيث يحب أن يكون دائما، فابتسمت وبنفسها نفس الأمنية لكنها سألته:
_ بصفتي ماذا؟
_ ما ملكت يميني
_ شكرا
أغلقت الميسانجر في غضب، وفي الغد قررا معا أن ينفصلا بطلب منها بعد عبارته تلك، فودعا بعضهما والدموع تجري على خديها تتمنى أن يعتذر لها، فاعتذر، وقال إنه لم يقصد الإساءة إليها، كان الأمر مجرد مزاح..، ومع ذلك لم تقبل اعتذاره حينها، تمنت ألا يوافق على طلبها في الوداع، لكنه بكل بساطة رد عليها:
_ كما تشائين، لن أخالفك، لكن أرجوك دعينا نودع بعضنا دون لوم أو دموع
ياه. كم كان دمه باردا جدا
ودعا بعضهما زوالا، وفي الليل، أرسل لها
https://youtu.be/dN6W1mZVNl4
مع صور لورود جورية، ورغم ذلك لم تجبه إلا في الغد عندما أرسل لها الجوري مع كلمات له كأن نزار قباني من نظمها، فعادت إليه مسرعة كأن لا شيء حدث بينهما أبدا

عادت وقلبها يخفق حبا أكثر من قبل فويح قلب المحب ماذا يقاسي؛ ومرت أيام على حلو الاتصال بينهما وتمنيه لأن تكون معه حبيبته وهي تسعد بذلك وتتخيله واقعا، فيطلب منها أن تشاركه كتابة متمنياته فيما يصف لها من حالة يريد أن يعيشها معها، فترفض متعللة بأن خيالها يحب أن يحتفظ بذلك وحده، وكانت تستطيب كلماته رغم ما يخجلها منها، ولا تملك إلا أن تبادله الأشعار والأغاني...
وحل رمضان فهنآ بعضهما بهلاله، لكن مفاجأة جديدة منه، قد خدشتها هذه المرة ولم تشأ إظهارها، فقد قال إنه لن يعود للتواصل معها إلا يوم العيد.
_ لست من الشياطين التي تصفد بالأغلال ولا يطلق سراحها إلا ليلة القدر أو يوم العيد
_ أنا لم أقصد ذلك
_ بلى فعلت.. وماذا يعني ابتعادك؟ لا تهني أكثر من الإهانة التي أحسها، لا تجعلني أحس بوقاحتي أكثر
_ حاشا لله أن أراك كذلك ريم؛ أنت أشرف و أعز... حسنا أنا أعتذر
وفي أول صباح من رمضان أرسلت رسالة له سجلت عليها بعض كلمات أبرزها أنها تعمدت ذلك لأن الشياطين مغللة مكبلة مقيدة وهي ليست مثلهم، ثم تقول له:
_ الآن بإمكانك ألا تحدثني إلى يوم العيد
_ لن أفعل ريم، سنظل على تواصل،
لكن؛ يا ليتك ريم أجبت طلبه في الابتعاد فها حبك بعيد فجر ثاني يوم من أيام رمضان يشعل لهب قلبه ويفاجئك من جديد ، لكن هذه المرة بطلب لم يخطر ببالك مرة.
يسألك أن يتصل بك لرؤيتك وتقبلين كالعادة لكنه يشترط أن يكون الاتصال بأن يراك عارية يا ريم، ويرددها لك، تذهلك المفاجأة، لا تجدين قولا، تتأكدين مما كتب، كأنه كان يخيل إليك أن حاجتك للنوم جعلتك لا ترين ولا تسمعين، فدار بينكما شيء من لوم وعتاب ثم قررت سريعا أن تضعي حدا للوم فأنت تكرهين غضب علي، تحبين إرضاءه لكن ليس بهذه الطريقة فقلت له:
_ عليك أن ترتاح علي، وأنا أيضا سأنام..
لم تحدثيه بعدها إلا حين أرسل لك مساء معتذرا عما صدر منه، طالبا منك أن تتفهمي وضعه وحبه لك فحبه كما يقول " جسدي وروحي" ولا يمكن أن يكون جسديا فقط أو روحيا فقط.. ثم يعتذر أيضا ويخبرها عن شغفه بجسد المرأة ويتابع سرد مغامراته أيام شبابه قبل زواجه كما يزعم فترسلين له أغنية:
https://youtu.be/9vJ3feJ5EMQ
لكنه يقول لك :
أنا الآن لا أعترف بأي حب سوى حبك، تلك الابتسامة التي جرتني إليك وجعلتني أغرق في حب أشهد ألا امرأة أتقنته إلا أنت... يا ريم صدقيني لم تفعل بي أنثى ما فعلته بي أنت،
Et moi je suis tombé en esclavage de ce sourire de ce visage
Et je lui dis emmène-moi….
بعد هذه الكلمات تخبره ريم بأن " أحبك " التي رآها مكتوبة أول مرة ليست هي من كتبها له، بل قلبها الذي غيب عقلها فرسم خفقانه الأحرف دون مشاورتها، وهذا القلب أصلا لو شاورها ما كانت لتسمح له بالحب، فكيف أرسل المخ أو العقل كما يقول العلماء رسالته للقلب بأن يحب هذا الأنسان تحديدا وعقلها يدرك جيدا أن صفات كثيرة جدا بهذا الشخص لم تكن تتوقع يوما أن تحب شخصا يحمل إحداها لكن علي يحمل القفة ملأى.
تقول ريم:
تذكر يا علي حين قلت لك إني أخجل من دعاء ربي بم أجبتني، لقد صرت أدعو بدعائك.
تنهمر بعض الدمعات منها، ثم تناجي ربها، تكاد تخرج عن وعيها، وهي تتساءل:
لم يا ربي أنا؟ لماذا يحصل هذا معي؟ ماذا اقترفت في حقك؟ فيم عصيتك؟ ألست أسعى لرضاك دائما؟ فيم أسخطتك ربي حتى جعلتني على حالتي هذه؟ يا ربي ألست دائما أقول لك: " لا تخيرني بحياتي لكن اختر لي أنت" أما يحصل معي الآن اخترته لي ربي، ارحمني يا أالله ، ارحم ضعفي وذل قلبي، ارحم دمعا ينسكب في هذه اللحظة والفكر يتساءل حائرا، وعلي يا ربي أليس حاجا كفر عن ذنوبه السابقة، لم قدر لنا هذا اللقاء وهذا العذاب، ارحمه ربي واغفر له، اهده ربي واهدني معه....ربي أأنت من اخترت لي؟ .......................
وتتكاثر أسئلتها وتتضاعف أدعيتها وبكل دعاء تذكر علي فيزيد بكاؤها وهي تدعو له أيضا، ويؤلمها أنها ما استطاعت أن تأخذ دقيقة من حياتها الزوجية لتدعو لزوجها ولكنها استطاعت أن تدعو لعلي بكل صلاة، وعند كل مناجاة، لكن أيقبل الله مناجاة ودعاء خائنة؟
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس