 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد |
 |
|
|
|
|
|
|
عادت وقلبها يخفق حبا أكثر من قبل فويح قلب المحب ماذا يقاسي؛ ومرت أيام على حلو الاتصال بينهما وتمنيه لأن تكون معه حبيبته وهي تسعد بذلك وتتخيله واقعا، فيطلب منها أن تشاركه كتابة متمنياته فيما يصف لها من حالة يريد أن يعيشها معها، فترفض متعللة بأن خيالها يحب أن يحتفظ بذلك وحده، وكانت تستطيب كلماته رغم ما يخجلها منها، ولا تملك إلا أن تبادله الأشعار والأغاني...
وحل رمضان فهنآ بعضهما بهلاله، لكن مفاجأة جديدة منه، قد خدشتها هذه المرة ولم تشأ إظهارها، فقد قال إنه لن يعود للتواصل معها إلا يوم العيد.
_ لست من الشياطين التي تصفد بالأغلال ولا يطلق سراحها إلا ليلة القدر أو يوم العيد
_ أنا لم أقصد ذلك
_ بلى فعلت.. وماذا يعني ابتعادك؟ لا تهني أكثر من الإهانة التي أحسها، لا تجعلني أحس بوقاحتي أكثر
_ حاشا لله أن أراك كذلك ريم؛ أنت أشرف و أعز... حسنا أنا أعتذر
وفي أول صباح من رمضان أرسلت رسالة له سجلت عليها بعض كلمات أبرزها أنها تعمدت ذلك لأن الشياطين مغللة مكبلة مقيدة وهي ليست مثلهم، ثم تقول له:
_ الآن بإمكانك ألا تحدثني إلى يوم العيد
_ لن أفعل ريم، سنظل على تواصل،
لكن؛ يا ليتك ريم أجبت طلبه في الابتعاد فها حبك بعيد فجر ثاني يوم من أيام رمضان يشعل لهب قلبه ويفاجئك من جديد ، لكن هذه المرة بطلب لم يخطر ببالك مرة.
يسألك أن يتصل بك لرؤيتك وتقبلين كالعادة لكنه يشترط أن يكون الاتصال بأن يراك عارية يا ريم، ويرددها لك، تذهلك المفاجأة، لا تجدين قولا، تتأكدين مما كتب، كأنه كان يخيل إليك أن حاجتك للنوم جعلتك لا ترين ولا تسمعين، فدار بينكما شيء من لوم وعتاب ثم قررت سريعا أن تضعي حدا للوم فأنت تكرهين غضب علي، تحبين إرضاءه لكن ليس بهذه الطريقة فقلت له:
_ عليك أن ترتاح علي، وأنا أيضا سأنام..
لم تحدثيه بعدها إلا حين أرسل لك مساء معتذرا عما صدر منه، طالبا منك أن تتفهمي وضعه وحبه لك فحبه كما يقول " جسدي وروحي" ولا يمكن أن يكون جسديا فقط أو روحيا فقط.. ثم يعتذر أيضا ويخبرها عن شغفه بجسد المرأة ويتابع سرد مغامراته أيام شبابه قبل زواجه كما يزعم فترسلين له أغنية:
https://youtu.be/9vj3fej5emq
لكنه يقول لك :
أنا الآن لا أعترف بأي حب سوى حبك، تلك الابتسامة التي جرتني إليك وجعلتني أغرق في حب أشهد ألا امرأة أتقنته إلا أنت... يا ريم صدقيني لم تفعل بي أنثى ما فعلته بي أنت،
et moi je suis tombé en esclavage de ce sourire de ce visage
et je lui dis emmène-moi….
بعد هذه الكلمات تخبره ريم بأن " أحبك " التي رآها مكتوبة أول مرة ليست هي من كتبها له، بل قلبها الذي غيب عقلها فرسم خفقانه الأحرف دون مشاورتها، وهذا القلب أصلا لو شاورها ما كانت لتسمح له بالحب، فكيف أرسل المخ أو العقل كما يقول العلماء رسالته للقلب بأن يحب هذا الأنسان تحديدا وعقلها يدرك جيدا أن صفات كثيرة جدا بهذا الشخص لم تكن تتوقع يوما أن تحب شخصا يحمل إحداها لكن علي يحمل القفة ملأى.
تقول ريم:
تذكر يا علي حين قلت لك إني أخجل من دعاء ربي بم أجبتني، لقد صرت أدعو بدعائك.
تنهمر بعض الدمعات منها، ثم تناجي ربها، تكاد تخرج عن وعيها، وهي تتساءل:
لم يا ربي أنا؟ لماذا يحصل هذا معي؟ ماذا اقترفت في حقك؟ فيم عصيتك؟ ألست أسعى لرضاك دائما؟ فيم أسخطتك ربي حتى جعلتني على حالتي هذه؟ يا ربي ألست دائما أقول لك: " لا تخيرني بحياتي لكن اختر لي أنت" أما يحصل معي الآن اخترته لي ربي، ارحمني يا أالله ، ارحم ضعفي وذل قلبي، ارحم دمعا ينسكب في هذه اللحظة والفكر يتساءل حائرا، وعلي يا ربي أليس حاجا كفر عن ذنوبه السابقة، لم قدر لنا هذا اللقاء وهذا العذاب، ارحمه ربي واغفر له، اهده ربي واهدني معه....ربي أأنت من اخترت لي؟ .......................
وتتكاثر أسئلتها وتتضاعف أدعيتها وبكل دعاء تذكر علي فيزيد بكاؤها وهي تدعو له أيضا، ويؤلمها أنها ما استطاعت أن تأخذ دقيقة من حياتها الزوجية لتدعو لزوجها ولكنها استطاعت أن تدعو لعلي بكل صلاة، وعند كل مناجاة، لكن أيقبل الله مناجاة ودعاء خائنة؟
|
|
 |
|
 |
|
وها قد هل هلال عيد الفطر، والتهاني والتبريكات به رغم الحجر الصحي متبدلة بين الأحباب وها هما كل منهما بركن يرى حبيبه في صورة من معه ويتمنى لو كان الأمر حقيقة بهذا العيد، ما كل هذا الوله وأسماء الحب جميعها التي أصبحت تتحلين بها يا ريم؟
أصبحت ما إن تفتحي عينيك من النوم وهما ما تزالان شبه مغمضتين تفتحين أيضا الهاتف لبداية يوم نشيط يراقص كلمات الحبيب الذي وعدك بأن يعلمك شتى أنواع الرقص لو كنت معه، وتمرحين على نغمات صوتك الهامس وهو يردد كلماته، أو يقرأ كلمات تكتبينها له أنت، وحبيبك يقول: إن صباح الخير منك تقرأ أحبك حبيبي..
حاولت مرارا أن تقنعي قلبك بطرده، تذكرت شخصا كنت قد سمعته يتحدث في زمن مضى على كيفية التخلص من الحب (....؟؟؟)
قال : تخيله متسخا ورائحة العرق تفوح منه، تحاولين فعل ذلك وتفكرين أنه يكاد يكون يستحم يوميا منذ عرفته قبل انتشار الوباء، إذ غالبا ما يخبرك، فمن المستحيل إذن أن تشتم رائحة عرقه.
قال: تخيله استيقظ من نومه أشعث أعمش، فقلت: هو غالبا يستيقظ قبلي لصلاة الفجر إذن هو من سيوقظني ويراني كذلك...
المهم حتى الطرائق التي كنت تساعدين بها بعض صديقاتك للتخلص من أحدهم لم تنفع معك، فكيف وقعت أنت أصلا بكل ما كان يظهر عليك من قوة وصلابة، كثيرون من أحبوك ولم يقدرواعلى محادثتك في الأمر لأنك كنت إذا أحسست برائحة ذلك تحولت تصرفاتك إلى ما يشبه تصرفات الرجال. أيمكن أن يكون عليا قد تعمد إيقاعك في فخ شباكه، لتحوي أكبر عدد ممكن من الإناث، وهو يردد لك قول هذا الشاعر أو ذاك وقوله هو أيضا:
السيف في الغمد لا تخشى مضاربه ........ وسيف عينيك في الحالين بتار
حين أحببته يا ريم لم يكن يعرف عن شخصيتك شيئا، ولا أنت تعرفين عنه شيئا فكيف حصل؟ تحتارين وأحتار معك... تذكرين ياريم قبل أن يبوح له قلبك بحبه أن من بين الحوارات التي دارت بينكما، هو أن اسم صديقتك جاء في كلام ما فسألك عنها، وإن كانت متزوجة، وقلت:
_ ولم تسأل؟ ألست متزوجا
_ بلى، أنا فقط أردت أن أعرف لأنها إن لم تكن متزوجة فأنت أقوى منها حيث إنك مسؤولة عن بيت و أسرة ومسؤولة في عملك،....
_ ظننتك كنزار كان متزوجا بابنة عمه، وظل كلما رأى جميلة يقول فيها شعرا حتى لو لم يكن بينهما شيء وزوجه تغني: " مغيارة ويلا قالوا مغيارة" و تغني " أغار إني أغار...." حتى طلقها وتزوج بعد سنين بلقيس الصغيرة ولابد أنك تعرف قصة زواجهما..
فظل حبيبك _ الذي ما كنت أحسست بعد بحبه، أو لعلك شعرت به وكذبت كل حواسك .. _ يضحك..
وها هو الآن من جديد يطلب رؤيتك كما يحب ليهدأ غليان المحب، لتنطفئ ثورته، فيودعك من جديد إذ ترفضين طلبه.. يودعك علما أنه يعلم أنك قد أصبحت مريضة، ولم يكلف نفسه في السؤال عنك إلا بعد يومين ولم يسأل عن حالك، بل بعث رسالة، يقول لك :
_ إن كنت تريدين الاستفسار حول موضوع ما فأنا أنتظرك على الفايس
عجبا .. أهكذا يعود لها؟ وماذا يقصد برسالته؟