عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 08 / 2020, 48 : 04 PM   رقم المشاركة : [99]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
أخذت الكبسولات الأربعة ولم تنم عيناها سريعا رغم ما أحسته من وجع، أخذت تقرأ فيما يسببه من أضرار هذا الدواء علها تجد أنه يسبب كثرة النوم، لكنها وجدت أنه يسبب آلاما حادة بالمعدة وذاك ما حصل لها ليومين متتاليين وليلتين، مع أنها لم تأخذ حبة أخرى بعد ذلك طوال فترة ذاك الألم، وها هو بعد يوم أو أيام ينشر بالصفحة:
ارحلي فإني ما عدت أتحمل
لا تقتربي، فقربك مني يُمل
وجع حبك.. ألم حبك
وبسمة شفتيك سيف يقتلني
فلا تبتسمين أمامي
نظرة عينيك تذبحني وتحييني
ثم حيا تحت التراب تدفنني
ارحلي عني فالعذاب ثقيل
ترى الكلمات وتقلق.. يشتد ألمها، تزيد ثورتها، تتمالك غيظها وتصبر على ما بها قد ألم، وترد بكلمات هادئة ثائرة على كلماته دون أن تضع علامة الإعجاب كعادتها، وما إن تفعل حتى تقرأ له كلمات أخرى:
عودي إلي يا عودي
يا عود ورودي
يا ريمي
كوني هنا وبقلبي ظلي
عودي فإني بحبك أهتدي
أنت حري وبردي
فكيف ببعدك يطيب وجدي
حبك رشدي ونشيدي
فلا تبخلي عني بفرحة الوجود
ثم يبدأ استرسال الأغاني تترى واحدة تلو أخرى
https://youtu.be/suokassxzm0
https://youtu.be/yuc3qemdcda
https://youtu.be/ylrr5xlomri
تضحك هي وكلما سمعت أغنية تزيد ضحكتها وتتخيله بصوته أو بصوتهما معا، سريعا هذا الشقي يضحكها ويزيل كآبتها مع أنها أصبحت في كل مرة تقول إنها لن تعود بعودته، وإن عادت لن تبكي رحيله خاصة في المرة الأخيرة التي أكدت له فيها أنها تحبه رغم التمزقات والجراحات التي سببها لقلبها ولم تنفع فيها ضمادات ولا أي دواء، لأن قلبها ليس بيدها ولا تملكه، ولكنها ما تزال غاضبة منه بشدة، مع ذلك ترتمي بأحضانه كلما رجع ...
وما رجع هذه المرة إلا ليخبرها أن حبها تملك منه، وأنها لا تحس بوجعه ورغبته فيها علها تضعف وتفضح المكنونات المستورات ولما لم تفعل بعث لها رسالة:
_ يا ريم اعذريني إن قلت لك هذه آخر رسالة أبعثها إليك، وقد ترددت كثيرا في هذا الفعل إذ لم يكن قلبي يطاوعني على فراقك، لكني فكرت مليا ورأيت أنه من الواجب أن أبتعد، فقد تعبت وتعبت نفسي، تعبت من وجعي الذي لا ينتهي كلما اشتدت رغبتي فيك، تعبت وأنا في كل مرة....
تغالب دموعها، فهي الآن لا تجلس وحدها، هي مع أهل زوجها، تخونهم جميعا وهي تقرأ رسالة عليها تبكيه برئتيها اللتين تتنفس بهما وبالمكان الخالي للقلب الذي هجرها، تحاول إكمال الرسالة، وهي تقول في نفسها: وطاوعك قلبك الآن؟ تصل إلى قوله: أنت في نظري ريم التي أحترمها أما ومدرسة. تتأمل عبارته هذه وتقول في نفسها: شكرا لك.. أما؟ ومدرسة؟ لست أهلا لهما معا، فمثلي لا يستحق شيئا جميلا من هذه الحياة..
تقرأ طلبه الأخير أيضا...
لا تستغربي يا ريم.. لا تستغربي، وكفاك ما بكيت بكل ما فيك..
فكري فيم سيؤول إليه وضعك، قلبك رحل إليه، لكنه حين أراد أن يرميه رميه في الصحراء البعيدة ولم يكلف نفسه عناء إرجاعه، كذاك كان جزاء قلب خائن، يستحق ذلك، وتستحقين أن يرمى قلبك في الصحراء لتعصف به الرياح وتبعده أكثر..
ودائما منذ مدة وأنت تفكرين في حل يبعد عنك الإحساس بالذنب، و.....

ولا تنسين الآخر مع ذلك.. تتذكرين حين كنت ترددين له قصيدة " الحب والبترول" فيلومك ويعاتبك إذ يقول إنه لا يريد أن تريه كذلك!
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لست واحدة كغيري من صديقاتك ولا فتحا نسائيا يضاف إلى فتوحاتك
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لن أكون هنا رمادا في سجاراتك
ورأسا بين آلاف الرؤوس على مخداتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات......
ثم تذكرين أن حبيبك لا يدخن ويكره مثلك رائحة السجائر، وتقولين: إن هي إلا قصيدة أحبها منذ زمن.. ثم تصلين لقول الشاعر:
أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك
ولا ترضين ذكرها لحبيبك..
قال لك مرة:
أ حبك لي حلال ورؤيتي لجسدك حرام؟
ما هذا؟ أكيد جن المجنون؟ وغضبت ولم تجدي قولا تردين به على سؤال أستاذ التربية الإسلامية ذاك..
ليختم آخر كلامه برسالته الأخيرة أن الحب لا يكون روحيا فقط بين الرجل والمرأة حتى لو كانا صديقين .. فإنه بالضرورة يراها جسدا..
لماذا إذن ترسل دعوات الصداقة للجنس الآخر؟ لتراهن جسدا... حسنا ريم تحبك مع ذلك.. تقف أمام المرآة وتراك بعينيها.. تخاطب نفسها :
_ اكرهيه كما لم يحبك يوما اكرهيه
تدمع العينان ثم تصيح لا.. أحبه
_ امقتيه أبغضيه.. قد كنت له مسلية فلما لم تستجيبي لنزواته أدرك أنك مصيعة لوقته.. انسيه كما رميك وقلبك في الخلاء
_ قلبي حر تعصف به الرياح ولعله إن دفن تحت الرمال.. تكون رمال بحر عل الماء يرويه... لكن علي أرجو الله أن يعليه... أنت اغربي عني فحبيبي سيبقى لي حبيبا
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس