عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 08 / 2020, 04 : 02 AM   رقم المشاركة : [103]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الحب في زمن كوفيد19

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
ولا تنسين الآخر مع ذلك.. تتذكرين حين كنت ترددين له قصيدة " الحب والبترول" فيلومك ويعاتبك إذ يقول إنه لا يريد أن تريه كذلك!
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لست واحدة كغيري من صديقاتك ولا فتحا نسائيا يضاف إلى فتوحاتك
متى يا سيدي تفهم؟
بأني لن أكون هنا رمادا في سجاراتك
ورأسا بين آلاف الرؤوس على مخداتك
تكدسهن بالعشرات فوق فراش لذاتك
تحنطهن كالحشرات......
ثم تذكرين أن حبيبك لا يدخن ويكره مثلك رائحة السجائر، وتقولين: إن هي إلا قصيدة أحبها منذ زمن.. ثم تصلين لقول الشاعر:
أيا متشقق القدمين.. يا عبد انفعالاتك
ولا ترضين ذكرها لحبيبك..
قال لك مرة:
أ حبك لي حلال ورؤيتي لجسدك حرام؟
ما هذا؟ أكيد جن المجنون؟ وغضبت ولم تجدي قولا تردين به على سؤال أستاذ التربية الإسلامية ذاك..
ليختم آخر كلامه برسالته الأخيرة أن الحب لا يكون روحيا فقط بين الرجل والمرأة حتى لو كانا صديقين .. فإنه بالضرورة يراها جسدا..
لماذا إذن ترسل دعوات الصداقة للجنس الآخر؟ لتراهن جسدا... حسنا ريم تحبك مع ذلك.. تقف أمام المرآة وتراك بعينيها.. تخاطب نفسها :
_ اكرهيه كما لم يحبك يوما اكرهيه
تدمع العينان ثم تصيح لا.. أحبه
_ امقتيه أبغضيه.. قد كنت له مسلية فلما لم تستجيبي لنزواته أدرك أنك مصيعة لوقته.. انسيه كما رميك وقلبك في الخلاء
_ قلبي حر تعصف به الرياح ولعله إن دفن تحت الرمال.. تكون رمال بحر عل الماء يرويه... لكن علي أرجو الله أن يعليه... أنت اغربي عني فحبيبي سيبقى لي حبيبا

_ إنه يا ريم لم يحبك يوما..
_ أعرف.. ولكن قلبي ..
_ قد أذلك
_ نعم قلبي أذلني؛ قلبي النذل هو من أذل
_ يجب يا ريم أن تتناسي تلك الذكريات اللعينة وتتأملي مستقبلا تشرق به شمسك
_ أرجوك أيتها الكاتبة غبية.. عن دموعي وذكرياتي اغربي
تفكر ريم؛ وتحاول فعلا أن تتناسى قلبها المهاجر، قلبها الذي لم لم تعد تدري له مكانا؛ قلبها الذي أخطأ وجهته فوجد نفسه تائها باللامكان يعيش للحظات قبل أن يلفظ نبضه الأخير... تتيه بفكرها.. تضيع.. تناجي الرب راجية أن يقبل مناجاتها واستغفارها.. ترى هل من توبة لها عن هذا الحب؟ هل تستطيع ريم أن تعود لحياتها التي كانت عليها من قبل رغم ما كان بها من ملل؟ قال لها الحبيب مرة:
" كل منا وجد في الآخر شيئا يفتقده"
فعلا كم إشارة أعطاها لكنها كانت تتبع هواها ... كم مرة عزم على الرحيل لكنه كان يعود فتتبعه كأية بلهاء..
ستحاول أن تعيش مع والد ابنها.. هكذا قررت مادام قد رفض طلاقها الذي طلبته مرارا كي لا تعيش معه وهي تحس بأنها خائنة؛ منافقة؛ غادرة وجبانة أيضا... كم مرة كانت صريحة معه فأخبرته أنها تحب شخصا آخر وكأنها تزيح عنها تلك الصفات التي تلتصق بها، وما كان يصدقها من حبه وثقته بها، إلا مرة واحدة حاول أن يقنع نفسه بصدق كلامها ومع ذلك قال لها :
" مهما كان قد سامحتك"
كم مرة سبب لها مشكلا ما فأوقدته هي نارا بدل أن تطفئ اللهيب كعادتها من قبل فتزيد ثورتها عله يمل فيطلقها كما ترغب، لأجل أن يرتاح منها فهو كما أصبحت ترى أسمى من أن تكون له هي زوجا، هو لا يستحق خائنة مثلها، كل هذا الحب، والثقة ومع ذلك لم تحترم منه شيئا وخاضت فيما خاضت به، مع أنها حين نطقت وباحت بالكلمة أو كما شعرت بها حينها وقد كتبها قلبها بدماء مهجته تشبثت بها وسعدت وأحست أنها يجب أن تلتزم بها...
فكرت ريم في كيفية التخلص من كل ما يشغلها من ألم، ولم تعد تتقبل ثرثرة من أحد، أو ......أو أي شيء؛ لم تجد حلا..
إذن ما عليها إلا أن تصبر على قدرها المحتوم، وتعيش مع من يحبها لا مع من أحبته هي ... كانت من قبل تعيش معه بقلب خال، والآن تعيش معه بقلب راحل... لابد أنه ينبض في ركن ما نبضاته الأخيرة التي تطرق صدرها طرقات متباعدة...
تعبت كثيرا، مرضت، أخذها الزوج للعيادة، كان لزاما بعدها أن تشتري أدوية كثيرة كأنها حقيبة سفر، أرادت أن يلامس الهواء أنفاسها، أن تداعب الشمس بأشعتها عينيها، وأن تتمشى قليلا مادامت غير قادرة على الحركة منذ مدة، تمشي ببطء، تحط فجأة حمامة على كتفها، تسير على مهل، تبقى الحمامة سعيدة بهذا الملجإ، تلتفت ريم، فترى سرب حمام ينتظر روحها، تقف برهة لتأخذ للسرب صورة ، وإذا بسيارة تخرج عن طوع الطريق بسرعة تجاوز بها صاحبها القانون، تدهس ريم، فتسابق روحها الرئام والغزلان والظباء، تنظر حولها، فترى طيف علي يبتسم ثم يضحك كأنه سعيد بما حصل فقد رحل عنه شيء لطالما أرقه، سيحيا الآن بسعادة بعيدا عن هذه اللصيقة، فجأة تسمع نحيب زوجها، تلتفت إليه توصيه بابنها وترجوه صفحا أخيرا، تناجي ربها آخر المناجاة قبل الرحيل الأخير وتدعوه لأجل ابنها.. أخيرا يحمل سرب الحمام روحها فيكون الحِمام قاسيا...
ارتح علي فما عاد لريم وجود، القلب لفظ نبضه الأخير عندما لم يجد له مأوى إليه يسير، تبعته الروح كما جرها بداية... هما الآن في عناق سرمدي...
ارتح علي .. ارتح يا عزيزي فخير لريم أن ترحل عن الجميع كي لا تتعب أحدا و لا ترهق نفسها أيضا...
ارتح علي فقد كنت مدرسة ممتعة و...
الحمام الذي كانت تتخيله يأتيك برسائلها وقد وضعتها له بطوق ها قد طوق روحها وحملها بسلام...
وداعا ريم
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس