الموضوع
:
الحب في زمن كوفيد19
عرض مشاركة واحدة
24 / 08 / 2020, 57 : 11 AM
رقم المشاركة : [
109
]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
بيانات موقعي
اصدار المنتدى
: المغرب
رد: الحب في زمن كوفيد19
اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزة عامر
نعم خوخة .. فنحن نحب ونميل إلى النهايات السعيدة ، سواءا في كل واقع ، أو في كل خيال ، إلا أننا لا نملك وحدنا ذلك أحيانا تحاربنا الظروف من كل جانب وتجابهنا العراقيل ، لتركع أمام الأقدار ملبية .. ونكون نحن قد استنزفنا قوانا في جعل كل شيء على هوانا ورغباتنا كما نحب حد العجز ، فنضطر بعد ذلك للإستسلام التام ورفع الراية البيضاء والتسليم بالأمر الواقع .. وهذا ما حدث معك أقصد مع ريم بطلة قصتك التي أقحمت في قصة هجر ورحيل لا ذنب لها فيها إلا أنها كانت ذو خلق ودين ، قد أبت أن تكون نسخة مكررة من الكثيرات ، قد أبت أن تصبح مجرد قطعة لحم تلوكها أنياب افتراس فتبتلعها أو تبصقها ، وتلاقي مصير الهجر ذاته ، نعم أحبت ، وشتان بين إرادتنا في الحب حيث لا إرادة لنا فيه ، وبين انتزاع عفافنا الذي جعلت فيه إرادتنا قبضة يدنا وملك عقولنا واختيار سلوكنا .. إذا كان علي حقا لم يحب الريم إلا لتلك الرغبات دون ذاتها وعقلها وقلبها ونقاء روحها كما صورتها ، فهو صنف لا يتميز عن ذويه من الكثر الذين لا يقدرون في المرأة سوى جسدها ، وما أكثر الأجساد الرخيصة ، ولو أنه أحبها كما قال روحا وعقلا وجسدا لبقي من أجل الروح والعقل إذا اضطر لتنحية الجسد ، والمألوف أن ذاك الأخير يمتلك ضمن ممتلكات المتحابين من قلوب وعقول وأرواح ، ولكن في أطر تختلف عن أطره ، وشرائع تتنافى وشرعته ... فلم يكتمل صدق ذلك الحب الذي صرح به ، وريم أو غير ريم في وهمه سيؤدون الغرض الذي لا يعنيه سواه ، وريم لم تكن في قصتك تبحث عن الحب بل تفاجأت به وحاولت تكذيبه أكثر من مرة والهروب منه إلى أن غلبها فاعترفت به في غفلة شوق وحنين ، أحبت وخافت على حبها وحبيبها أن تخسره بذنب تفعله وتشتري لحظات قرب قليلة بعمر جميل أرادت أن تقضيه معه وهي تعرف جيدا بحكم تدينها كيف تكون سرعة العقاب ، فخشيت الحرمان منه وهي التي تلوم نفسها دائما وأبدا على كل ذنب يتسرب من بين جنبيها في حق نفسها أو في حق الأخرين ، ولو كان بيدها شيء لما اختارت إلا راحة البال ، لكن القلب ملك الرب ، والرب يفعل ما يشاء ويقلب القلوب أنى شاء , فتحب وتنجذب ، وتنفر وتهرب .. لم أحب كلماتها في حق ذاتها ، فهي لم تكن لصيقة ككناية عن ثقلها وإجباره على علاقتها ، فهو من أبدى رغبته في التعارف عليها والإهتمام بها ، فكيف تصف نفسها باللصيقة ، أو نصفها نحن بأي وصف لا يليق بمخلوق يحمل كل ذلك الحب ، وإن كان قلبها يأمرها بالعودة إليه في كل مرة يجرح مشاعرها ، فقد فهمت من سياق القصة أنه بالنسبة لها يعد أول حب في حياتها استشعرته بصدق ، وهذا الحب على وجه التحديد كما يقولون كقطفة أولى لكل براءة وصدق ونبض ومشاعر ، من المؤسف أنها أغدقته على من نحس قلبه كما يقولون ، فهو لم يشعر بروعة أحاطته ما كان ليرتجيها يوما ، وما كان ليتذوقها ويقدر ندرتها ، فهان عليه التفريط فيها !! ريم التي اختارت الموت على الحياة ، إختارته لأن قلبها أنقى وأطهر من أن يرضى العيش مخادعا منافقا يختنق ويختنق بينه وبين ذاته ولا يشعر به أحد ، فضلت جوار ربها عن جور زوجها الذي لم يتفهم صعوبة أن تعيش امرأة مع رجل لا تحبه , ولو أحاطها هو بعشقه ! وعلي الذي مضى بلا مبالاة وبلا رحمة ، لم يتحمل مسئولية ذلك القلب الذي نزف لأجله الدماء ، قد جهل كيف يقتل إنسان في صمت ، ولا تكتشف جريمته ! وكيف أصبح قاتل حقيقي ، لا عقاب عليه ولا حد يقام على ظلمه !! وروح ريم التي فاضت ، ستظل في عنق أنانيته ، ودنيء رغباته إلى يوم يبعثون .
وبالنهاية خوخة قد وفقتي للنهاية فمثل تلك الفتاة خسارة أن تبقى في تلك الغابة .. محظوظة ريم أن وجدت سبيلا للخلاص .. وهناك مازالت أريام كثيرات ..
شكرا عزة.. سأعود لكلماتك لاحقا إن شاء الله
خولة السعيد
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات خولة السعيد