الموضوع: ذاكرة الوجع
عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 11 / 2008, 59 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد الشفيع
كاتب نور أدبي مشارك
 





محمد الشفيع is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

Lightbulb ذاكرة الوجع

بسم الله الرحمن الرحيم



ذاكرة تائهة بين الوجع والجرح.. بين الأمل والألم.. بين البسمة والغضب

((( ذاكرة الوجع )))

يا... أنت التي أغار من ذكر اسمك الجميل
خشية أن تلطخه شفاه الرجال بريقها
وتتسامر به النساء في مجالسها
أعطيتك اسمي
أغدقت عليك الحب حتى ثملت وتمايلت وسقطت بين يدي
أرحتك فوق صدري بدفء حنون
قبضت قبضة من بسمتي ووهبتها لك عربون فداء
اختلست معظم أرصدتي من أنفاس روحي وأورثتك إياها
تخليت عن نومي وبعته في مزاد العشاق
اشتريت نهارك لأعيشك فيه
وأقتات مما ترسلينه لي من همسات
شربت دموعي كي ترتوي بدلالك وكبرياءك
توضأت بعرقي كي أتمسح بأعتاب قربك
وأصلي صلاة الغائب على تنهداتي وآهاتي
سجلت كل دفاتر بلديتنا باسمك في أحلامي
فصرت أراك في كل جنبات المدينة ومداخل القرى
ومخارج المداشر وزوايا البيوت
حفظت لهجتك فنسيت لغتي
هاجرت مع طيور نورسية وسكنت مقلتيك
علقت صورتك المتخيلة عندي على جدار قلب متشقق
قبلت وجهك في وسائدي
ذرفت الحبر من فتحات الجرح الذي غزا أسارير وجهي
فتحت ألف ألف محضر في محاكم التمرد الأسري
كي أنال منك لمسة تمسحين بها حزنا نخر في عظم خواطري
رسمت لك لوحة مائية كان مدادها قطرات من نهر النيل
وزيتية بملعقتين من زيت زيتون فلسطين
وبالطبشور من جبس بيتنا نحتُّه كي يصمم أجمل فسيفساء
وبالحبر من قلم كان أبي أهداه لي
وبالرصاص كي أخطط خرائط حبي
وأرخبيل وجدي وجزر قلبي
وقارات شوقي ومواطن الحب وأقاليم السلام والوئام
سلمت نفسي لروحك كي أحبسها في صدرك
ألفت بإلهام حرقتي من بعدك كل قصائدي وخواطري
تعلمت لأجلك الغزل والمدح والوصف
تكلمت مع كل النساء كي أكتشف شخصيتك بينهن
فلم أجدك منهن
كنت وحدي.. وكنت معي
كاتبتك.. هاتفتك.. صحت فيك.. استنجدت بك
طلبت يدك.. استعطفت رفقك ورقتك..
راسلتك بحروف الالتماس والاعتذار
عقدت لواء الانتظار على قارعة التاريخ
كي تنزلي ملاكا ساحرا وإماما هاديا
لتيهي وضياعي في سنين مناداتك
سقطت وتحطمت وثرت وأخمدت نفسي
وأحبطت وتجرعت المر وجرحت ونسيت وتذكرت
ودست على خدي بأقلام التنازل لمملكتك
هدمت حصوني ووقفت حارسا على باب قلعتك
أجدبت حروف الواو معي
زالت حروف العطف بسببي
وأنا أنتظر وأنتظر وأنتظر
فهلا سمعت ولكنك لم تسمعي
ثم غرت وقلت ما قلت
وغيرت رأيك بي وسميتني بغير اسمي
وصرخت في وجهي
وكان آخر ما أفعله
هو أن أخبرك أنني ميت في قبور ذكراك
يتآكل جسدي بين كفيك
ويتضاءل مستقبلي بين لاحظيك
وتفنى سعادتي وأنا أترقبك
وقبل أن أموت من دنياك وأنتقل لدنياي
أحببت أن أقول لك
إن أردت أن تزوريني فأنا متواجد هناك بروحك
وإن أصرت نفسك على هجراني وتركي
فأنا ها هنا باق
في قلبي وروحي وكياني حيث الحب كنز لا يفنى
لقد قرب انتهاء وجعي
وحانت ساعة ذكرانا المؤلمة
أريدك أن تتيقني أنني أحبك...
ولكنك تضطرين نفسك إلى أن أدعك إلى غربتك
علها تحضنك وتضمك وتقبلك
وتأوي جسدك وتحتوي روحك
من برد الوحدة ووحشتها
سلاما إليك.. وسلاما عليك..
فقد أخذتك معي ولكنني كنت...
ذات حب معك...
وأحترق قبل النهاية كي أقولها بلا وعي ودونما شعور
فأنا لا استطيع الوداع ولا أقوى على الفراق
ولو كان سيحصل يوما ما
فأنا لا أحبه ولا أتمناه وأتجاهله
هي كلمة واحدة
كم أحبك
كم أحبك
كم أحبك
فكوني بخير واهتمي بنفسك
علني أهنأ بزوال دنياي وأنت سعيدة

كلمات أهديها لتلك الحبيبة التي كانت...؟ فعل حب ناقص يحتاج صوتا وصورة حتى يكتمل


كتب نزفها
محمد الشفيع * شاعر وكاتب ومدون
الجزائر
2008


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد الشفيع غير متصل   رد مع اقتباس