[ميساء البشيتي]

[align=center][table1="width:95%;background-color:purple;"][cell="filter:;"][align=center]

الخطيئة
أنا أحتاجك .. تعالي إليّ .. تعالي لبعض الوقت
مرّي بأناملك الرقيقة على خصلات شعري المرتجفة من قهر الزمان .. داعبيها برفق ، بحنان
هدئي من روعها .. امسحي عنها قطرات الخوف .
أنا ماذا جنيت ؟ ما كان ذنبي ؟ أني أحببتك ؟
هل حبي لك ذنب أنا اقترفته ؟ هل حبي لك هو الخطيئة ؟
هل كان الذنب أني سمحت لطيفك الملائكي بالمرور عبر نافذة أحلامي ؟
أم أني سمحت لهمسك الدافئ أن يذيب بعضا ً من صقيع أيامي ؟
هل كان الذنب أني التقطت شذى أنفاسك المتطاير في أفق المكان من حولي ؟
أم أن مسامات قلبي تفتحت براعمها وشدت بلحن حبك الطاهر دونما استئذان ؟
ما كان ذنبي ؟ ماذا جنيت ؟ أهذه هي الخطيئة ؟
أنا لمحت طيفك يتسلل إلى قفص أحلامي الموحشة .. رأيتك في لحظة السنا تتقدمين نحو قلبي بطوق
من الياسمين .. رأيتك تبتسمين لي .. رأيت ابتسامتك الساحرة .. أخذتني ابتسامتك الحانية إليك ..
سحرتني رقتها .. جذبتني .. أمسكت بي من أطراف يدي المذعورة وقادتني إليك فمددت يدي الخائنة
أتحسس ابتسامتك الناعمة .. ألمسها .. لم أقصد أن أخيفك .. لم أقصد أن أخدش حياء الفرح ..
لم أقصد أن أبكيك .
لا تبكيِ أرجوك .. لا تنثريِ دموعك على بساط صدري .. أنا آسف .. آسف .. اعذريني .
أنا لم أشاهد الفرح في حياتي قط .. سمعت به .. نعم سمعت به من حكايات الجدة قبل النوم
وخرافات الحكواتي .
حدثوني في الماضي عن الفرح .. لكني لم أره في حياتي .. لم أره قط .. وفجأة ظهر أمامي
بكامل حلته وبهائه ، فلمسته !
أهذا هو ذنبي ؟ أهذه هي الخطيئة التي اقترفت ؟
أنا آسف .. اعذريني .. سامحيني .....أنا آسف .
من هذه الليلة سأمنع عيني من ملاحقة طيفك بالمنام .. سأمنعها حتى من الأحلام .. سأكتم أنفاسي المعبأة بعبق الأقحوان والياسمين .. سأنزوي في هذه الرقعة من الجليد .. سأنكمش على ذاتي وهمي وأحزاني ولن ألاحق طيفك الملائكي وهو يمر بنافذة أحلامي في لحظة السنا .. لن ألمس الفرح بعد اليوم .. لن أخدش حياءه بعد الآن .
هل خرجت من الخطيئة ؟ أرجوك سامحيني .

[/align][/cell][/table1][/align]