[نصيرة تختوخ]

لبست المدينة معطف الضباب و لبست معطفي الجديد.
ثلاث وثلا ثون سنة من عمري مضت ولازلت أفرح بمعطف جديد و جورب جديد وقارورة عطر تهمس لي : تعالي، فأحملها و أشتم عطرها وتأخذني لحدائق في أقاصي بلاد الدنيا، لتنتهي,بعد عودتي من رحلتي, في كيس المشتريات.
هيرمان أستاذ الموسيقى هنأني ،بعد مصادفتي في مدخل الباب ،على شكلي اللطيف بمعطفي الجديد ،ما رآني هيرمان يوما إلا وابتسم وهو يحييني ويضيف لإسمي عبارة جميلة وكأنه يراني نوتة طائرة أو سنونوة ملونة مهاجرة من أوطان الدفأ.إنسان يرسم ابتسامته لتقطف بسمات الآخرين.
عندما يأتي المساء وتنثر عواميد النور أضوائها على المدينة سيكون معطفي معلقا يعاكس الثياب القديمة وأنا أقشر برتقالة أو أحفر بملعقة صغيرة نصف حبة كيوي لسرقة لبها كل لقطات الإشهاروالإعلام العابرة لن تقنعني بفعالية مستحضرات التجميل الجديدة وأنا أرى تجاعيد قلب حسناء و حسن قلب عجوز يضحك راضيا ساخرا من سنين العمر الهاربة
.Nassira