رد: ملف الخاطرة/عروبة شنكان
15
رسائل نسيها ساعي البريد!
في أمسي الحزين مساء خاص جدا، ركن من أركان يومياتي التي أحاول لملمتها، وبعض من حروف تئن من ألم القُبلات التي لاتصل لمن ينتظروها بشراهة هناك عند منعطفات الدروب حيث أشباح الظلام تتهافت على سرق القُبلات من وجوه محبيها!أتذكر وجعي وأتذكر بأنني نسيت تفاصيل وجهك لحظة ابتعادك عني لكنني اعترف مازلت أحلم بأنك أمامي مساحاتك على الطاولة وطيفك يتأرجح خلف شمعة بيضاء تئن احتراقاً ونحن ننثر حروفنا حولها!
أنا لاأفتقدك فأنت هنا إنني أُفتش عني أمامك، حول المائدة فوق طوق الياسمين عند جسور الأنهار التي لاتكف شرايينها التي تربط بين مدينتي ومدينتك عن الجريان تصل مابين غرفتي وغرفتك يراودني سؤال هل علينا أن نحيا بدون لقاء كيف يحدث هذا والأنهار مازالت تجري بتدفق سريع.
ليس لدي الوقت الطويل لأكتب إليك سئمت التعبير عن الحب بعبارات أدبية مزركشة، سئمت الرسائل التي تحكي ألم القلب وتبث الشكوى عبر الأثير أعترف بأنني مازلت أمتلك القدرة على كتابة الحروف لكنني لا أطيق نزق الرسائل الصامتة رغم كم السرور الذي يجتاحني عندما أُفرغ مافي جُعبتي من ألوان الأنين.
"أعرف بأن رسائلي لن تصلك، وبأن نزقي ثوري وقتي وآني وستزول اضطرابات الأشواق لدي ستتلاشى تعابير الغضب وتنبعث في سريرتي بعض من الأطياف الجميلة حيث أنت وأنا وجُملة من مشاعر خجولة تحيط بنا كلما التقينا."
"وأعرف بأنك لن تهتم بتتبع رسائلي واحتواء نزق نبضي، وأعرف بأنك غارق بكوكبة من الأمنيات السارحة التي لن تعيد لأيامنا ساحاتها الوردية هناك على ضفاف الأنهار التي تحمل نبض شرياني وشريانك"
"وأعرف بأن الأنهار ستواصل جريانها ونوافذ غرفتي باتجاه أشرعتك، سأبقى على تواصل مع تيارات إبحارك سترسو سفنك يوما ما على إحدى الضفاف التي جمعت خطوات صبانا في أزقة الغربة التي آلفت قلبينا وجمعت بيننا"
أخيرا هذه ليست آخر رسائلي ولا نهاية كلماتي وتعابيري، إنها بعض من كلمات ستجرها جُمل وعبارات وخمائل لاذوردية أستودعك عطر أشواقي وعبير تحياتي مع أملي بتواصل يعيد المرونة لشراييني والسلام لأساريري التي تبتهج لحضورك مع كل مساء يقترب حاملاً نفحات تواصلك..
|