مسَاسِ: أمرٌ بالمسّ، بني على الكسر لأنه معدول عن المصدر. أي لا تَمَسَّ. قال تعالى عن قيل موسى للسامري، وكان أخرج لبني إسرائيل عجلاً وقال لهم: هذا إلهكم وإله موسى: (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس)، أي لا أمَسُّ ولا أُمَسُّ - بضم الهمزة -. وذُكر أن موسى أمر بني إسرائيل ألاَّ يؤاكلوه، وألاَّ يخالطوه، ولا يباعوه، عقوبة له. وفي الهند، طائفة يعبدون البقر، ومنهم طبقة «المنبوذين» الذين لا يلمسون غيرهم من بقية الطبقات ولا يلمسهم غيرهم. فهل مِنْ صلة بينهم وبين السامري ؟ علماً بأن بعض المفسرين يذكرون أن السامري ليس من بني إسرائيل: قال ابن كثير: «وفي رواية ابن عباس أنه من كرمان، وبعض المفسرين قال: ولا زالت بقاياهم حتى الآن. قال قتادة: (أن تقول لا مساس)، قال: عقوبة لهم، وبقاياهم اليوم يقولون: لا مساس»، فهل السامري ترك الأرض المقدسة، وذهب إلى الهند، وهؤلاء من ذريته وأتباعه ؟ أم أن حادثاً مشابهاً حدث في الهند، عاقب الله به أصحابه هذه العقوبة على يد رسول، ثم حرفت الديانة واختلط الأمر، وبقيت هذه القصة أثراً عن ذلك ؟